مايك شيمانسكي - صحيفة زود دويتشه تسايتونغ (الألمانية) - ترجمة تحرير ترك برس

تعتبر الفرصة مناسبة في الوقت الراهن لتجاوز الخلافات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لا سيما مع التطورات التي حدثت مؤخرًا. وفي الأثناء، يجب أن تنصب جهود وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، على إطلاق سراح الصحفي الألماني، دينيس يوسيل.

في الواقع، أطلقت السلطات التركية، سراح العديد من المواطنين الألمان المعتقلين في السجون التركية. ففي البداية، أطلق سراح الناشط الحقوقي الألماني، بيتر شتويتنر. وبعد أشهر من اعتقالها، نالت الصحفية الألمانية، ميسالي تولو، حريتها. ومؤخرا، غادر القسيس الألماني، ديفيد بريتش، السجن ليعود إلى مدينة شفيرين، وذلك بعد أن اعتقلته السلطات التركية خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي.

على العموم، لا يجب أن تحجب الفرحة بإطلاق سراح معتقلينا في تركيا حقيقة الوضع الراهن. في المقابل، تمثل كل عملية إطلاق سراح سجين ألماني بارقة أمل في عودة العلاقات مع أنقرة.

في الحقيقة، تعد المبادرة التركية بإطلاق سراح السجناء المنحدرين من ألمانيا بمثابة تتويج للسياسة الخارجية الألمانية تجاه تركيا، حيث هدد غابرييل أنقرة بفرض عقوبات اقتصادية، كما حذر مواطنيه من السفر إلى تركيا. ومن جهة أخرى، يجب على أردوغان أن يكثف من مبادراته بهدف حل الخلاف القائم بين ألمانيا وتركيا. وفي الإجمال، بادر أردوغان في ست مناسبات باتخاذ إجراءات في اتجاه رأب صدع العلاقات بين برلين وأنقرة. وفي هذا السياق، لسائل أن يسأل متى سيقوم زيغمار غابرييل بالمثل؟

لن تجني ألمانيا شيئا فيما يتعلق بقضية يوسيل في حال أصرت على خيار المواجهة مع الجانب التركي

يعتبر أردوغان المستفيد الأول من كافة التنازلات التي قدمها في سبيل وضع حد للخلافات مع ألمانيا، خاصة وأنه مقبل على استحقاق انتخابي في سنة 2019. وفي حال تمسك الرئيس التركي بالابتعاد عن أوروبا، لن يتمكن من تحقيق الرخاء والطفرة الاقتصادية المنشودة في بلاده.

من جهتها، يجب أن تعمل ألمانيا جاهدة على إطلاق سراح الصحفي المعتقل في تركيا منذ عشرة أشهر، دينيس يوسيل، رغم تشعب قضيته. والجدير بالذكر أن السلطات التركية تتعامل مع يوسيل بمثابة جاسوس.

يدرك وزير الخارجية الألماني جيدا أن بلاده لن تجني شيئا في قضية يوسيل في حال أصرت الحكومة الألمانية على خيار المواجهة مع تركيا. وخلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أخرِج يوسيل من سجنه الانفرادي، وذلك على خلفية لقاء جمع بين زيغمار غابرييل ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو.

في واقع الأمر، توجد العديد من الطرق للتقارب مع أنقرة دون الرضوخ. لذلك، كان من الأفضل لو بادر غابرييل بدعوة جاويش أوغلو لزيارة ألمانيا. وفي هذه الحالة، كانت هذه الخطوة كفيلة بعودة المياه إلى مجاريها بين برلين وأنقرة.

يجب على ألمانيا أن تدخل في مواجهة مع حركة غولن

يمكن أن تبرهن ألمانيا عن مدى جدية مساعيها للتقارب مع تركيا عن طريق التعامل بحزم مع حزب العمال الكردستاني. من هذا المنطلق، يجب على ألمانيا أن تضع مسألة المواجهة مع حركة غولن في صدارة أولوياتها، علما وأن هذه الحركة مسؤولة مباشرة عن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جدت في شهر تموز/ يوليو من سنة 2016. لذلك يعد القول بأن حركة غولن منظمة غير ربحية، كما جاء على لسان رئيس دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، أمرا غير مقبول.

نتيجة لذلك، يجب على ألمانيا أن لا تسلم قيادات الجيش التركي المشتبه بهم في الضلوع في المحاولة الانقلابية الفاشلة للسلطات التركية. كما ينبغي على ألمانيا السعي نحو تعزيز الاتحاد الجمركي تماشيا مع رغبة أنقرة. كما يجب على ألمانيا ممارسة المزيد من الضغط الدبلوماسي على أردوغان بهدف إقناعه بعدم جدوى مزيد من توتير العلاقات مع ألمانيا على خلفية بقاء صحفي واحد في السجن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!