غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

استقبلت إيران العام الجديد بمظاهرات واحتجاجات اندلعت شراراتها في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن البلاد، وانتشرت إلى باقي المدن، لتصل العاصمة طهران.

فهل هذه المظاهرات هي نسخة جديدة من الحراك الشعبي، الذي سمي "الربيع العربي"، وبدأ في تونس مطيحًا بالحكومات في شمال أفريقيا، ليتحول في نهاية المطاف إلى حرب داخلية في سوريا؟

المتظاهرون في شوارع إيران يحتجون على "الأزمات الاقتصادية والفساد". وحتى الزعيم الديني، أعلى سلطة في إيران علي خامنئي، من بين المستهدفين من المظاهرات.

كما أن المحتجين يعتقدون أن مشاركة إيران في الحروب بالعراق وسوريا واليمن تذهب بالموارد المالية التي يجب أن تخصص من أجل تنمية البلاد.

هل يمكن أن تقوض الثورة الشعبية، التي أطاحت في الماضي بشاه إيران، أركان "نظام الملالي"؟ مثل هذا الادعاء في المرحلة الحالية "مبالغة كبيرة". ولكن.. التحركات ما تزال مستمرة في الشوارع.. والاحتجاجات تنتشر في مناطق أخرى.

علاوة على محاولتها فض الاحتجاجات عن طريق قوات الأمن، أبطأت حكومة طهران في البداية حسابات إنستغرام وتويتر ثم أوقفتهما تمامًا.

لأن هذين الموقعين كانا أكثر الأدوات فعالية في إشعال احتجاجات الربيع العربي. فالمتظاهرون كانوا ينتظمون عن طريق الإنترنت، وكانت أماكن التظاهر والشعارات التي ستطلق فيها تُحدد عبر الشبكة العنكبوتية.

لكن من الملاحظ أن إبطاء الموقعين وإيقافهما لاحقًا لم يكن كافيًا. وقوات الأمن لا تحقق النتيجة المأمولة، على الأقل حاليًّا..

والآن.. تستعد ميليشيات نظام الملالي "الحرس الثوري" من أجل التدخل. وهذا ما يمكن أن يكون له وقع كبير على الناس الذين خرجوا إلى الشوارع.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينشر تغريدات مشجعة لهذا الحريق الاجتماعي المندلع في إيران. ويحرض المتظاهرين بقوله إنه يدعهمهم.

وبحسب بعض المحللين المختصين بشؤون الشرق الأوسط فإن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات تقف وراء هذه الاحتجاجات، غير أنه لولا انهيار الاقتصاد الإيراني وتأثيره العميق على الشعب لما اشتعلت هذه النيران الاجتماعية.

فإيران بلد ضعف اقتصاده جراء الحصار الأمريكي المستمر منذ فترة طويلة، ومعاناة شعبها في تزايد مستمر، فضلًا عن انتشار أنباء عن عمليات "فساد".

وعلى الرغم من الادعاءات بأن الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن يتم تمويلها من قبل البلدان المذكورة، إلا أن الشعب الإيراني على قناعة بأن "موراده المالية يتم تبذيرها خارج حدود البلاد".

إيران دولة لها تاريخ يمتد على مدى آلاف الأعوام. ليس من السهل أن تتحول إلى سوريا أو العراق من خلال تدخلات خارجية. لكن كما ذكرت أعلاه، السبب الأساسي هو عجز وقصور الحكومة الإيرانية..

وعلى تركيا أن تتابع سير الأحداث هذا بانتباه شديد. 

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس