محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ تأسيسها لم تشهد الولايات المتحدة عدم اكتراث ولامسؤولية كاللذين تشهدهما اليوم. فتغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتواصل وهي تحمل عبارات لا تبالي باستقرار وسيادة العديد من بلدان العالم.. ما يعني أن انتخاب شعب لرجل ما ليس دليلًا على أنه مناسب للمنصب الذي انتُخب له..

وهذا يعني أيضًا أن الرأي المتداول في الشارع الأمريكي عن أن "ترامب لا يمكنه المواصلة في منصبه حتى نهاية ولايته" ليس على مخطئًا بكل تأكيد.

كتب ترامب في حسابه على تويتر: "إن الشعب الإيراني، في نهاية المطاف، يعمل ضد النظام الإيراني القاسي والفاسد.  كل الأموال، التي قدمها الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما لأفراد النظام الإيراني بمثل هذه الحماسة ذهبت إلى تغذية الإرهاب وإلى جيوبهم. الناس أنفسهم لديهم طعام قليل وتضخم كبير ولا حقوق الإنسان. الولايات المتحدة تراقب"!.

لم يدع أحدًا إلا واستهدفه

في أول رسالة العام الجديد بشأن باكستان قال ترامب إن الولايات المتحدة أرسلت "ببلاهة" مساعدات بقيمة 33 مليار دولار خلال الخمسة عشر عامًا الأخيرة إلى باكستان دون أن تستفيد أبدًا، مضيفًا: "يوفرون ملاذًا آمنًا للإرهابيين الذين نلاحقهم في أفغانستان. من الآن فصاعدًا لا مساعدات".

وقبل ذلك نشر تغريدات هاجم فيها رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وأوشك على إشعال حرب نووية..

أما صديقه نتنياهو فصرح قائلًا: "أتمنى النجاح للإيرانيين في سعيهم نحو الحرية. عند سقوط النظام في إيران سيصبح الإيرنيون والإسرائيليون أصدقاء من جديد".

الدبلوماسية الأمريكية وماضٍ ذو سوابق

حل مشاكل إيران أو باكستان، وامتلاك هذين البلدين نظامين ديمقراطيين ومستقرين، هما هدفان يتوجب على كل بلدان العالم السعي لتحقيقهما أولًا.

بيد أن تحريض بلد كالولايات المتحدة على انتفاض الشارع في إيران أو فنزويلا أمر لا يقبله العقل أو المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية.

تملك دبلوماسية الولايات المتحدة ماضيًا ذا سوابق جراء الانقلابات التي تنفذها "سي آي إيه" في بلدان العالم، وهي تدخل اليوم مرحلة جديدة وشائكة مع تغريدات رئيس تتجاوز كل الحدود.

اللباقة الدبلوماسية

يختلف موقف البلدان التي يحكمها زعماء حكماء عن موقف الولايات المتحدة كثيرًا. على سبيل المثال تدعو وزارة الخارجية الروسية إلى إنهاء الانتفاضة الدامية في إيران بأسرع وقت ممكن، فيما تؤكد الصين على عدم القبول بالتدخلات الخارجية.

موقف تركيا

التزم البيان الصادر عن الخارجية التركية نهج العقل واللباقة. أليست العبارات التالية بمثابة درس لترامب:

"تولي تركيا أهمية كبيرة للحفاظ على السلام والاستقرار الاجتماعي في إيران الصديقة والشقيقة. وفي هذا السياق نعتقد بضرورة الأخذ في الاعتبار تصريح الرئيس حسن روحاني حول حق الشعب في التظاهر السلمي دون تجاوز القوانين والإضرار بالممتلكات العامة، وعدم الاستجابة للاستفزازت".

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس