أوميد شكري كاليشار - يوروآسيا دايري - ترجمة وتحرير ترك برس 

أجرى الرئيس التركي،رجب طيب أردوغان  قبل بضعة أيام اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني، حسن روحاني، بحثا خلاله الأزمة الإقليمية، ولا سيما الوضع في كل من سوريا والعراق. وقد عانت تركيا كثيرا من تداعيات الأزمة السورية، حيث تضيف نحو 3 ملايين لاجئ سوري يعيشون هناك، وبحلول تشرين الأول/ أكتوبر 2017، قدمت تركيا مساعدات بنحو 30 مليار دولار للاجئين السوريين. وتملك إيران وتركيا إلى جانب روسيا القدرة على حل المشكلة السورية، ولكنها تحتاج أيضا إلى التعاون مع الولايات المتحدة حول هذه القضية.

وقد أجرت القوات الايرانية والعراقية تدريبات بالقرب من الحدود مع إقليم شمال العراق المتمتع بالحكم الذاتي، بعد التوتر الذي أثاره الاستفتاء في الاستقلال. وقبل شهرين زار رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، طهران، وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين في إيران حول أمن الحدود ومكافحة الإرهاب بالإضافة إلى المشاكل الإقليمية.

واتفقت تركيا وإيران على تعزيز العلاقات العسكرية بعد الاستفتاء الذي أجراه إقليم شمال العراق، ومن ثم بمقدور البلدين توسيع التعاون العسكري وإجراء مناورات عسكرية بالقرب من حدود العراق من أجل مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي بشكل فعال.

هناك أقلية كردية تعيش في كلا البلدين وتريد إنشاء دولة كردية تؤثر تأثيرا مباشرا في الأمن القومي، ولذلك من المتوقع أن يستمر البلدان في تطبيق السياسة نفسها في هذا الشأن. وتستورد تركيا التي تعد مستهلكا كبيرا للطاقة كميات كبيرة من الغاز الطبيعي من إيران. وتسعى الدولتان إلى تعزيز العلاقات المصرفية والتجارية من أجل مضاعفة حجم التجارة الثنائية إلى 30 مليار دولار سنويا في السنوات القادمة بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

وتبين أن اتفاقية التجارة التفضيلية بين البلدين كانت خيبة أمل كبيرة خلال العامين الأولين، حيث لم يصل حجم التجارة الثنائية إلى الهدف المتوخى من الاتفاقية وهو  35 مليار دولار . ويهدف الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 1 كانون الثاني/ يناير 2015، إلى خفض التعريفات الجمركية لحوالي 300 منتجًا من أجل مضاعفة حجم التجارة ثلاثة أضعاف. غير أن النتائج كانت بعيدة عن الهدف المرجو، ولم تصل حتى إلى ثلث الهدف. وإذا كانت السوق الإيرانية تفتح شهية الشركات التجارية العالمية العملاقة، فقد كانت تركيا في وضع مناسب للغاية للدخول إلى السوق، كونها الجار الأقرب لإيران وخاصة في ظل التعريفات القائمة بين البلدين.

وخلال السنة الأولى لاتفاقية التجارة التفضيلية، كانت النتائج مخيبة للآمال: فبدلا من النمو، انخفض حجم التجارة بين الجارتين، حيث بلغ 9.76 مليار دولار فى نهاية عام 2015، وانخفض بذلك بقيمة 4 مليارات دولار عن مستوى عام 2014 الذي وصل فيه حجم التجارة إلى 13.7 مليار دولار. وفي عام 2016، بلغت صادرات تركيا إلى إيران 4.97 مليار دولار، مقابل 3.66 مليار دولار في عام 2015 بينما بلغت الواردات من إيران بما فيها الغاز الطبيعي 4.7 مليار دولار مقابل 6.1 مليار دولار في عام 2015.

حقق الميزان التجاري التركي فائضا مع إيران للمرة الأولى منذ 16 عاما. هذا الفائض وإن كان صغيرا (نحو 270 مليون دولار فقط)، فإن حقيقة أن تطور الرصيد لصالح تركيا هو تطور جدير بالملاحظة، نتيجة لاتجاه  الميزان التجاري على مدى السنوات الأربع الماضية لصالح إيران. وبالنظر إلى عدم الاستقرار في العراق والاستفتاء في إقليم شمال العراق، فإن إيران لديها القدرة على توريد النفط والغاز إلى تركيا.

وخلاصة القول أن إيران وتركيا لهما مصالحها الخاصة في المنطقة،وإن كان بينهما صراع مصالح في بعض الحالات. ولكن بحلول عام 2017، وبعد الأزمة السورية وبعد الاستفتاء في شمال العراق، بدأ البلدان تعاونا في هذا الشأن  مع العراق، ومع روسيا في الأزمة السورية. إن عدم الاستقرار والفوضى في هذه المناطق يؤثر تأثيرا مباشرا في استقرار تركيا وإيران وأمنهما، وهناك حاجة إلى التعاون الإقليمي بين البلدين لحل الأزمة الإقليمية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس