نيهال بنغيسو قراجا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

أعلن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، بزعامة الولايات المتحدة، تشكيل قوة حرس حدود قوامها 30 ألف شخص. ويعتقد المراقبون أن هذا الرقم سيصل مع القوات شبه العسكرية إلى 70 ألف.

قوة حرس الحدود تتشكل من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المكونة في معظمها من عناصر وحدات حماية الشعب، وهي في الحقيقة "جيش نظامي" تؤسسه الولايات المتحدة.

نقلت واشنطن دعمها المقدم إلى وحدات حماية الشعب إلى مرحلة جديدة ومستوى أعلى. ولم يتأخر الرد التركي على هذه الخطوة.

فالرئيس رجب طيب أردوغان أدلى بتصريحات شديدة اللهجة ضد الولايات المتحدة. وقال: "أقرت أمريكا بأنها أسست جيشًا إرهابيًّا على طول حدود بلادنا. وما يقع على عاتقنا هو خنق هذا الجيش الإرهابي قبل أن يولد".

يمكن قراءة القرار الأمريكي على أنه إعلان اعتزام الولايات المتحدة البقاء في سوريا والعراق. ولهذا جاء الرد من النظام السوري ومن روسيا أيضًا.

فموسكو قالت إن "جهود الولايات المتحدة لتأسيس جيش في سوريا قد تلحق الضرر بوحدة تراب البلاد. ننتظر توضيحًا مفصلًا منها في هذا الخصوص".

أما التصريح الصادر عن نظام الأسد فيقول إن "الجيش السوري عازم على إنهاء الوجود الأمريكي وأدواته وعملائه في البلاد".

في الظاهر بدا أن حملة الولايات المتحدة لتشكيل جيش من وحدات حماية الشعب قُوبلت بالرفض من تركيا وروسيا والنظام السوري على حد سواء، فهل الحقيقة هكذا؟

لا يمكننا الإجابة عن هذا السؤال دون أن نعيد إلى أذهاننا أن القرار الأمريكي جاء بعد التصريحات التركية حول عفرين، وأن روسيا لم تدعمنا في مسألة عفرين، على العكس وقفت في وجهنا.

أما النظام السوري فهو يهاجم في الآونة منطقة خفض التصعيد المتفق عليها في إدلب. وروسيا نفسها تقف إلى جانب النظام في هذا الخصوص، ولا تفتأ تدعو تركيا إلى الاضطلاع بدورها في مراقبة منطقة خفض التوتر.

صحيح أن الولايات المتحدة تقوم بتصرفات بخصوص وحدات حماية الشعب من شأنها تهديد تركيا، لكن موقف روسيا أيضًا ليس أوضح من نظيره الأمريكي. وفوق ذلك موسكو هي المسؤولة بالذات عن وجود وحدات حماية الشعب في عفرين.

ولنستذكر أن الجنرال الروسي ألكس كيم عقد اجتماعًا في 4 ديسمبر الماضي مع الناطق باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود، وأدلى ببيان صحفي أمام العلم الروسي وراية الوحدات.

أيام صعبة هذه التي نعيشها، لأن روسيا والولايات المتحدة تعتبران وحدات حماية الشعب ورقة ضغط وأداة ابتزاز، والفارق الوحيد بينهما هو أن قائمة طلباتهما مختلفة.

عن الكاتب

نهال بينغيسو كراجا

كاتبة في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس