ترك برس

بات انطلاق عملية عفرين قاب قوسين أو أدنى بحسب التصريحات الرسمية التركية. حيث قال الرئيس التركي في آخر تصريح له إن العملية تبدأ غدا أو بعد غد في إشارة إلى شدة قربها. يأتي هذا بالتزامن مع تكثيف التعزيزات العسكرية واللوجستية التركية على الحدود السورية وفي أماكن تمركزها في الداخل السوري في محيط عفرين. بالإضافة إلى النشاطات الاستخباراتية التي تقوم بها أنقرة لجمع المعلومات والبيانات اللازمة لتنفيذ العملية، وتحديد الأهداف ونقاط التمركز والملاجئ في عفرين.

وفي هذا الإطار نقل موقع "عربي 21" عن صحيفة "خبر 7" التركية تقريراً يتضمن تفاصيل العملية العسكرية المرتقبة للجيش التركي في مدينة عفرين، يظهر تمركز القوات التركية في أربع مناطق تطل على مدينة عفرين، وانتشارها على المشارف الجنوبية للمدينة، فضلاً عن الاستعدادات التامة لقوات الجيش السوري الحر في الداخل والمدعومة من قبل أنقرة، وانتشارها شرق عفرين.

وبحسب المصدر نفسه فإن التعليمات الصادرة عن القوات التركية المتواجدة على امتداد 100 كيلومتر من منطقة "ريحانلي" إلى منطقة "كيليس" التركيتين تؤكد على ضرورة البقاء في حالة تيقظ مستمر، منعا لتسلل محتمل لعناصر تنظيمي "بي كي كي" و"ب ي د" نحو الأراضي التركية، إذ أن جهاز الاستخبارات التركي حصل على معلومات حول نية عناصر هذين التنظيمين التسلل إلى الأراضي التركية.

هذا وقد انتشرت عناصر تنظيم "ب ي د" في شرق عفرين، وحفرت الخنادق والأنفاق هناك، بحسب الصحيفة التركية.

وتضيف الصحيفة أن المخابرات التركية استطاعت رسم خارطة أهداف دقيقة لأماكن تمركز عناصر "ب ي د"، ومسارات الأنفاق، والمغارات والملاجئ التي يختبئون فيها، فضلاً عن تحديدها عدد العناصر والقادة العسكريين، وحجم المعدات العسكرية التي يمتلكونها، ومخيمات التدريب التي أنشأتها الولايات المتحدة لهم. وقد توعد الجيش التركي بالقضاء على كافة هذه الأهداف وإزالتها.

وبحسب مصادر استخباراتية وعسكرية نقلت عنها الصحيفة التركية، فإن الجيش التركي ينوي القيام بعملية مزدوجة ومتزامنة، تتمثل في إنزال جوي للقوات الخاصة التركية، بالتزامن مع تحركات عسكرية برية. ومن المخطط أن تتحرك العربات المصفحة في الوقت الذي تتم فيه عملية الإنزال الجوي للقوات الخاصة، والتي ستنفذ مهمات خاصة وخاطفة.

وسبق العملية العسكرية المرتقبة إلى عفرين، استهداف مدفعي من قبل الجيش التركي خلال اليومين الماضيين، لأهداف "بي كي كي" وب ي د" في عفرين، كما ردت المدفعية التركية على استهداف عناصر التنظيمين المذكورين، المدنيين المتواجدين بالقرب من الحدود التركية عبر إطلاق الصواريخ على مناطق تواجدهم.

وعلى الصعيد السياسي، عقد مجلس الأمن القومي التركي أمس الأربعاء اجتماعه الأول في العام الجديد، وكانت عملية عفرين المرتقبة الموضوع الرئيسي للاجتماع الأمني.

وعقب انتهاء الاجتماع الذي استمر قرابة 5 ساعات، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزضاغ إن صبر بلاده قد نفد وإن تركيا مصممة على اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن، موضحاً ان الدولة التركية تقوم الآن وستفعل كل ما يلزم دون تردد للقضاء على التهديدات والمخاطر عندما يتعلق الأمر بمصيرها.

وأشار بوزضاغ إلى أن تركيا وأمن حدودها تمر بأكثر المراحل حرجا في تاريخها، حيث تواجه تهديدات ومخاطر كبيرة، مبيناً أن الأحداث والتطورات في سوريا، تعتبر تهديداً كبيراً على وحدة الأراضي التركية، وأمن حدودها، وسلامة أرواح وممتلكات مواطنيها وسكان المنطقة.

وفي معرض تعليقه على تشكيل التحالف الدولي ما يسمى بـ "قوة مهام أمن الحدود السورية" خلال الأيام الأخيرة، ومحاولة إنشاء حزام إرهابي تحت مسمى حماية الحدود، اعتبر المسؤول التركي أن هذا تهديد لا يقبل النقاش على الأمن القومي التركي، ووحدة أراضي تركيا، وأمن حدودها وسلامة أرواح وممتلكات مواطنيها، مشدداً أن بلاده لن تتردد في فعل ما يلزم من أجل حماية أمنها القومي.

واختتم الناطق باسم الحكومة التركية بالقول: "لا أحد ينتظر منا الصبر أكثر حيال التطورات القادمة، وتركيا مصممة على اتخاذ الخطوات التي تراها ضرورية."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!