ياسر التركي – خاص ترك برس

منذ أن بدأت عملية "غصن الزيتون" العسكرية التي أعلنت عنها القوات المسلحة التركية ضد التنظيمات الإرهابية في مدينة عفرين شمالي سوريا، انتشر في الإعلام التركي مصطلح "KIZILELMA" والتي تعني بالعربية "التفاحة الحمراء"، فإلى ماذا يرمز هذا المصطلح؟

يعرف هذا المصطلح بأنه رمز للأهداف البعيدة التي توحد القبائل والدول التركية عبر تاريخ الأمة التركية، فهو رمز يهدف للوصول إلى الأرض التي يتم اختيارها ليتم غزوها والسيطرة عليها، وبعد دخول الشعوب التركية في الإسلام تغير مفهوم المصطلح ليصبح الهدف منه فتح الأراضي والبلدان وإعلاء كلمة الله وتحرير الشعوب من الظلم والعبودية.

فبعد فتح مدينة إسطنبول على يد السلطان محمد الفاتح عام 1453، كان مصطلح "قزل ألما" يرمز إلى السيطرة على كنيسة سان بيترو في روما، وأما في عهد السلطان سليمان القانوني فكانت كلمة "قزل ألما" ترمز إلى السيطرة على فيينا ثم روما.

ويذكر قاموس مصطلحات التاريخ العثماني لمحمد زكي، أن "قزل ألما" أو التفاحة الحمراء هو مصطلح أطلقه الأتراك العثمانيون على مدينة روما أولاً، إلا أن القصد الحقيقي والعام منه كان يعني أن أهل الإسلام سيواصلون فتوحاتهم حتى بلوغ النصر.

وأما الرحالة العثماني الشهير أوليا جلبي (1611- 1683) يذكر في الجزء السادس من رحلته معلومات متعددة عن التفاحة الحمراء، ومن المعلومات التي أوردها أن "القزل ألما" هي غاية انتصارات الأتراك العثمانيين في بلاد المجر، ورويداً رويداً بدأ تعبير "القزل ألما" يشيع بين الجنود الإنكشارية، وبدأ يستخدم في اللغة العثمانية ليشير إلى أقصى حد وأبعد نقطة جغرافية وصلت إليها الفتوحات العثمانية.

ومؤخراً وضمن عملية غصن الزيتون انتشر مقطعا مصورا في وسائل التواصل الاجتماعي، لمراسل إحدى القنوات التركية، يسأل احد الجنود الأتراك، إلى أين مقصدكم؟ فأجابه : إلى "قزل ألما".

 

عن الكاتب

ياسر التركي

مهتم بالشؤون الاقتصادية والتاريخ التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس