غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحريرترك برس

أجرت أنقرة الخطوات التمهيدية "الدبلوماسية" و"العسكرية" لعملية عفرين بشكل جيد.

فإطلاق العملية واستمرارها دون مواجهة عراقيل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران وسوريا، هو نجاح دبلوماسي بامتياز.

والنتائج المتحققة حتى هذه المرحلة تثبت أيضًا أن التخطيط العسكري "واقعي".

لكن لا يمكن القول إن "الناحية الإعلامية" كانت على نفس المستوى. فالعملية لم يتم توضيح أهدافها للإعلام العالمي بطريقة كافية.

وفي المقابل، يسير حزب العمال الكردستاني وفرعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي وفق حملة استراتيجية دعائية محددة.

لا داعي لتكرار الأخبار والتعليقات السلبية المنتشرة في الإعلام الخارجي هنا، لكن سأتحدث عن أسس هذه الحملة.

يستهدف الحزب شرائح يمكنه التأثير عليها في المجتمعين الأمريكي والأوروبي، ويوجه رسائل لها ويرسم صورًا يمررها إليها.

على سبيل المثال، يستخدم موادًا دعائية تعيد إلى الأذهان الحرب الأهلية في إسبانيا.

يرسل إلى وسائل الإعلام صور "مقاتلين" (!!!) معظمهم مسيحيون بيض قدموا من الولايات المتحدة وأوروبا إلى عفرين.

خلال الحرب الأهلية الإسبانية، كان اليساريون الجمهوريون  يقاتلون القوات المحافظة التابعة لفرانكو. وجاء لدعمهم شباب "يساريون/ ليبراليون" من الولايات المتحدة وأوروبا.

حارب هؤلاء جنبًا إلى جنب مع الجمهوريين الإسبان. وكان عددهم كبيرًا.

غير أن الأوروبين والأمريكيين الذين قدموا إلى عفرين من أجل حزب الاتحاد الديمقراطي لا يتجاوز عددهم العشرة..

ولكن.. الخبث هنا هو في تقديم هذا العدد على أنه أكبر بكثير، وإرسال صورهم إلى الإعلام العالمي على أنهم "مقاتلون أجانب".

الغاية هي الحصول على تعاطف مشابه لما حصل إبان الحرب الأهلية الإسبانية قبل حوالي مئة عام.

"المرأة" أيضًا مفهوم يتمتع بالأهمية في العالم. والتيارات السياسية الرئيسية توليه عناية كبيرة.

يضع الاتحاد الديمقراطي هذه الحساسية العالمية تجاه قضية "المرأة" ضمن استراتيجيته الدعائية. ويبرز دور المرأة  ضمن قوات وحدات حماية الشعب، جناحه المسلح. ويقدم صور المقاتلات ومشاهدهن إلى وسائل الإعلام العالمية.

ويعزز الحزب دعايته هذه من خلال منصب "الرئيسة المشاركة"، الذي يرمز إلى المساواة بين الرجل والمرأة في الجهاز القيادي بالحزب.

كما أن "حركة الخضر العالمية"، التي تعنى بالدفاع عن البيئة، تقع ضمن أهداف الحزب (الدعاية أمر، والإقناع أمر آخر).

يجلب الحزب صحفيين أجانب إلى عفرين، ويعمل على التأثير عليهم ليكتبوا ما يتوافق مع دعايته.

ويقدم مشاهد لأحداث وقعت في مناطق أخرى وفي أوقات سابقة على أنها أحداث جديدة وقعت في عفرين.

فماذا ينبغي على تركيا أن تفعل في مواجهة هذه "الدعاية القذرة"؟

هذا ما سيكون موضوع مقال لاحق.

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس