ترك برس

نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي "ستراتفور"، تقريرًا حول التعقيدات في العلاقات بين تركيا وإيران والتنافس المستمر في المنطقة بين البلدين.

ورأى التقرير أن التدخل التركي المتزايد في سوريا سيدفع إيران إلى الرد عليه، لكن بعض الاعتبارات ستحد من الحرب بالوكالة بين القوتين الإقليميتين وتقصرها على الأراضي السورية والعراقية، وفق شبكة الجزيرة القطرية.

وكما وجدت موسكو وأنقرة أن بالإمكان أن تحسنا علاقاتهما في بعض الأمور رغم أنهما على طرفي نقيض في الصراع السوري، فإن لإيران وتركيا أسبابهما للتعاون في بعض المجالات والاستمرار بالمنافسة في البعض الآخر، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أن التدخل التركي في سوريا سيفاقم الحرب بالوكالة بينها وبين إيران، لكن الاعتبارات الإستراتيجية الأوسع ستضطر إيران إلى نهج سياسة براغماتية "تجزيئية" لعلاقاتها مع تركيا لتتعاون مع أنقرة في العديد من المجالات حتى في الوقت الذي تنفذ فيه هجمات بمجالات أخرى ضد تركيا.

واعتبر أن تركيا تحاول الاستفادة من الرغبة المتزايدة لموسكو في تجميد الصراع السوري بين المعارضة والحكومة السورية، كما تسعى إلى منع القوى الموالية لدمشق القريبة من حدودها من الحصول على مكاسب، ولذلك عززت جهودها لوضع قوات بين المعارضة السورية المسلحة والقوى الموالية للرئيس بشار الأسد في إدلب.

ومن شأن هذا التدبير التركي أن يجر أنقرة إلى عمق الصراع السوري، كما سيوتر علاقاتها بإيران.

يشار إلى أن تركيا وإيران قوتان متنافستان تاريخيا، وساحة تنافسهما هي الشام والعراق وأجزاء واسعة من الشرق الأوسط.

لكن ومهما تصاعد التدخل التركي فإن التعاون الاقتصادي المهم بين إيران وتركيا ومعارضتهما المشتركة للانفصال الكردي، والمخاوف الإيرانية المتزايدة من التحالف الواسع ضدها والذي يضم السعودية وإسرائيل وأميركا كل ذلك سيقلل احتمال تصاعد الحرب بالوكالة بينهما.

وعلى عكس ذلك ستحاول تركيا وإيران "تجزئة" علاقاتهما إلى مجالات تنافس ومجالات تعاون في المنطقة الأوسع، وفقًا للمركز.

ورغم أن اللقاءات بين تركيا وروسيا بشأن منطقة خفض التوتر في إدلب أصبحت تتزايد (رغم استمرار الكثير من الخلافات بين الجانبين حول الصراع السوري) فإن إيران تعارض هذا التدخل التركي، ويتردد أنها دفعت بقوى موالية للحكومة السورية بمهاجمة قافلة تركية حيث قتل جندي تركي لأول مرة وجرح خمسة آخرون بجنوب حلب الأسبوع الماضي.

وقال ستراتفور إن قتل الجندي التركي هو مجرد مقدمة لما سيأتي نظرا إلى أن إيران استثمرت كثيرا في منع المعارضة السورية من الإطاحة بالنظام هناك.

كما أنها أكثر رغبة من روسيا في إحراز نصر عسكري كامل ضد المعارضة السورية، بالإضافة إلى أنها تنظر لتركيا كقوة إقليمية كبيرة منافسة لها وبالتالي لا ترغب في الوقوف موقف المتفرج لتوسيع نفوذها في سوريا.

واختتم المركز بأنه رغم كل هذه التعقيدات في العلاقات التركية والإيرانية فإنه ليس من المستغرب أن تعزز طهران وأنقرة جهودهما لتحسين هذه العلاقات.

فقد زار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إيران يوم 6 من الشهر الجاري، كما عقد محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أعلن بعدها أن لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني سيتم قريبا.

ويرى خبراء أتراك أن النظام الإيراني يعتبر تعزيز تركيا نفوذها في المنطقة خطرا على مشروعه التوسعي، وأن طهران كانت إحدى أدوات تعطيل عملية "درع الفرات" في مراحلها الأخيرة، وغير مستبعد أن تستخدمها أمريكا أو روسيا أيضًا في تعطيل "غصن الزيتون" المستمرة في منطقة عفرين السورية.

ووفقا لهؤلاء، فإن طهران تتوجس من عملية "غصن الزيتون" لأسباب عديدة، منها أن تركيا التي تقوم بهذه العملية أكبر منافس لها في المنطقة، وكذلك خشية القيادة الإيرانية من تهميش دورها في سوريا بعد أن قدمت كل ذاك الدعم الكبير لنظام الأسد، وقُتِلَ عدد غير قليل من ضباطها وجنودها من أجل الحفاظ على النفوذ.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!