طريقنا لِأَجْلكم .. شعار رفعته الفي ناشطة من نساء العالم لمناصرة آلاف  نساء سوريا المعتقلات

مجاهد الصوابي - خاص ترك برس

جابت قافلة الضمير التي انطلقت من مدينة إسطنبول التركية خلال اربع وعشرين ساعة خمس مدن كبرى من بينهما أكبر مدن تركيا إسطنبول والعاصمة أنقرة مروراً بولايات إزميت وسكاريا وأكسراي؛ حيث أعلنت القافلة التي تضم اكثر من الفي ناشطة من نساء العالم اللائي يمثلن 70 دولة من مختلف القارات والأعراق والأديان واللغات والجنسيات من أجل نصرة الالاف من نساء سوريا في سجون بشار الأسد.

وتقول جولدان سونمز نائب رئيس منظمة iHAK الحقوقية الإنسانية التركية لـ"ترك برس" إن جميع الناشطات المشاركات من كافئة الفئات الاكاديمية والحقوقية والسياسية والفنية والإعلامية والرياضية وربات البيوت كلهن يحملن رسالة واحدة من نساء العالم إلى الضمير العالمي والمجتمع الدولي والإنساني كله أن تحركوا لإطلاق سراح قرابة 14الف سيدة سورية في "سلخانات نظام بشار."

وأضافت انهن تعرضن لمختلف صنوف الإنتهاكات على يد شبيحة الأسد وميلشيا الأجنبية التي تدعمه وزبانية نظام بشار وقد اعترف النظام الوحشي بوجود قرابة 7 الاف سيدة في سلخانات التعذيب لديه بينما تؤكد المنظمات الدولية وشهود العيان من ضحايا بشار الذين التقت بهم وحكوا عن ما تعرضوا له من أهوال.

وأوضحت أن القافلة عقدت مؤتمرها الصحفي الأول بساحة ميدان يني كابيه المشهورة  في إسطنبول وأطلقت صيحتها على لسان نساء العالم أن حرروا نساء سوريا من جحيم الأسد في الداخل ومعهم اكثر من 400 الف معتقل سوري يرفضون الاستعباد.

وسارت القافلة في قرابة 70 حافلة ضخمة وصحبها أسطول من السيارات الخاصة كما انضمت إلى صفوفها المئات من الناشطات من مختلف المدن التي حلت بها إذ كانت محطتها الأولى في ولاية إزميت التي استقبلتهم بالأعلام السورية والتركية مرددات هتافات الحرية لنساء سوريا، مع واجب الضيافة. وقد عقدن مؤتمراً صحفياً ضخماً بمشاركة الناشطات والبرلمانيات من ولاية إزميت، إلى جانب الفين من عضوات القافلة مؤكدين على نفس رسالتهم باسم نساء العالم.

وغادرت القافلة إلى محطتها الثانية في ولاية سكاريا التي كانت تنتظرهم بكوكبة من الرموز النسائية بالولاية وعلى رأسهم زوجة والي سكاريا حيث اعدوا مكاناً ضخما يستوعب عدد المشاركات الكبير إضافة إلى المئات من أهالي سكاريا وناشطاتها إذ شهدت حفلا ضخماً تحدثت فيه رموز سكاريا النسائية التنفيذية والبرلمانية إضافة إلى العشرات من الرموز المشاركة من برلمانيات خليجيين من قطر والكويت فضلاعن برلمانيات لبنانيات ومصريات وكذلك برلمانيات من ماليزيا وإندونيسيا والهند وباكستان وتركستان ومن شيلي امريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا حيث تحدثت أدى أفراد عائلة نيلسون مانديلا رمز التحرر في القارة الإفريقية.

وواصل الحضور فعالياتهم بعد تقديم واجب الضيافة إلى جانب ترديد الشعارات الوطنية التركية وشعارات بصوت نساء العالم كلهن يؤكدن أنهن "إذا أرادت النساء أمرا فلا بد أن يستجيب القدر وهن قد أردن الحرية للآلاف من نساء وفتيات سوريا اللائي يتعرضن للاغتصاب والقتل والتعذيب والانتهاكات الجسدية والعتنف الجنسي على يد بشار الاسد وعصاباته من الشبيحة والميليشيات بأن يطلق سراحهن جميعا والضغط على ضمير العالم وحث الإنسانية المغيبة عن ذلك من أجل تخليص نساء سوريا المغيبات في قبور الأسد طوال 7 سنوات بلا انقطاع."

وبعد 6 ساعات قضتها القافلة في سكاريا توجهت إلى أنقرة العاصمة حيث كان المبيت الليلة الأولى وفي الصباح شهدت ساحة مسجد أكساكي، أكبر مساجد أنقرة فعاليات مؤتمر صحفي استعرض فيه مؤازرة نساء بريطانيا والهند وتركستان شقيقاتهن من سوريا، كما تحدثت فيه حبيبة أوتش آل إحدى القيادات التنفيذيين بالعاصمة أنقرة ومعها حرم رئيس الشئون الدينية في تركيا وعدد من النائبات التركيات فضلا عن الكثير من الناشططات اللائي انضممن إلى القافلة وشاركنها طعام الإفطار ووقائع المؤتمر الصحفي.

انطلق بعدها قطار الحافلات الـ70 إلى المحطة التالية وهي ولاية كوتاسية لتشهد فعالية سريعة تنطلق منها إلى ولاية أكسراي التي انتظرت نساؤها القافلة على قارعة الطريق بالأعلام والورود والهتافات كما رتبت الولاية بدعم من القيادات التنفيذية بها فعالية جماهيرية ومؤتمرا صحفيا تحدث فيه أبرز الرموز النسائية بالولاية ومسؤول منظمة الـihh بالولاية مؤكدين على دعمهم الكامل لأهداف القافلة ومطالبين بالإفراج عن نساء سوريا ورحيل الأسد ونظامه الوحشي الذي قتل أكثر من مليون مواطن سوري وهجر أكثر من 10 ملايين آخرين، كما قدموا واجب الضيافة للقافلة والتقطوا الصور مع أعضائها وهتفوا معا من أجل الحرية لنساء سوريا.

وانضمت مجموعة من النساء إلى القافلة الإنسانية الحقوقية التي توجه رسالة للعالم أجمع مطالبات بإطلاق سراح الآلاف من النساء السوريات المعتقلات في سجون الأسد منذ أكثر من 7 سنوات يتعرضن فيها لشتى صنوف العذاب التي لا يتخيلها بشر من اغتصاب وإهانة وضرب وتعذيب بالكهرباء وتجويع وغيرها من الانتهاكات الوحشية ضدهن لا لشيء إلا أنهم لا يريدون استمرار حكم الاستبداد وحكم الفرد.

وفي كلمة هامة أكدت جولر سورماس مديرة منظمة İHKA أنّ "قوات النظام السوري أخذت الولد الذي كتب تلك العبارات الرافضة للديكتاتور الأسد في 2011 مع أصدقائه للتحقيق، فصرخت الأمهات بغصةٍ وألم... ما زال صغيراً أعطونا إياهم لكنهم لم يفعلوا وعذبوهم... بدأ الأطفال بالموت تدريجياً وتبعهم الكبار، حتى أولئك الذين لم يريدوا الحرب، لم تكف قوتهم لمنع هذا الموت."
وأضافت: "قُتلوا بجميع أصناف وأشكال الموت بشكل فردي وبمجازر جماعية بشعة. في الزمن الذي ندعي فيه الإنسانية... شاهدنا وبشكل مباشر قتل الأطفال وكنا شاهدين على هذا بأنفسنا د، ما يقرب من مليون إنسان تم إعدامهم، 15 ألفاً منهم من الأطفال."

وأضافت سورماس: "كان أكثرهم حظاً المهاجرون الذين حاولوا العيش تحت مسمى الحياة، ومع أنه يوجد على الكرة الأرضية مترٌ مربعٌ لكل إنسان إلا أننا لم نعط المهاجرين منهم شيئاً... أُغلقت الحدود في وجوه الهاربين من جحيم بشار الاسد وأُغرق الأطفال في البحار."

وقالت جولر إن أكثر من 400 ألف شخص معتقلون في سجون التحقيق بينهم أطفال ونساء وعجائز وكهول، 13 ألفا و104 منهم قضوا حتفهم في هذه السجون تحت وطأة التعذيب وفي الأخبار هناك 76 ألف إنسان لا يعرف عنهم شيئاً، منهم 11 ألف طفل و13 ألفا و581 امرأة منهن 6736 ما زلن داخل السجون يعذبن وتغتصب كرامتهن، حيث ما زال يستخدم النظام السوري الاغتصاب كسلاح ضد هؤلاء النسوة."

وذكرت أن كلُّ ما يحدث جرى تحت مسمع ومرأى جميع الأنظمة العالمية، وكل هذه الفظائع ارتكبت أمام أنظمة حقوق الإنسان، ولم تستطع هذه الأنظمة فعل شيءٍ لمنعها، كما تم تسريب 55 ألف صورة لبعض هذه الفظائع و"التي قام بارتكابها نظام عسكري يجلس على رأسه جنرال طبيب!".

وأشارت إلى أن أكثر من 6786 إنسان تم قتلهم بعد أن مرَّت على أجسادهم أبشع وأقسى أنواع التعذيب وظهرت صورهم إلى العالم كله، و"رأى العالم كيف صرخت من هول بشاعتها جدران السجون وسمعت آهاتهم كامل جنباته؛ ونحن أيضاً سمعناكِ أختنا السورية بالرغم من الضجيج الذي قام به العالم وامتناعه عن سماعكم، نحن سمعناكم وأحسسنا بآلامكم و أوجاعكم."

وأكدت أن نساء العالم من 70 دولة يمثلهن 2000 ناشطة كلهن يرفعن أصواتهن قائلات لكن: "يا نساء سوريا الأسيرات لقد جئنا لأجلكن أحبابنا، اجتمعنا نساءً من كل بقاع الأرض دون فرق من كل دين وعرق و لغة، وخرجنا في قافلة الضمير نحو ضمائر الإنسانية؛ خرجنا نتحدث لأجل السوريين الذين ينتظرون في الزنازين والسجون ونؤكد أننا حزينات، ويزيد من قهرنا وألمنا بقاء العالم صامتاً... حزينات، وبقاء العالم صمتاً يشجعُ الظالم على بغيه وظلمه. سمعناكن، ونعلم انتظاركن وقولكن: أين الإنسانية جمعاء... نحن هنا أخواتي لم ولن نترككن، نخرج إلى الشوارع لإنقاذكن، نعلم أنَّ إنقاذكن كإنقاذ الإنسانية كلها وإحياءٌ للأمل في قلوب البشر جميعاً..."

وتابعت قائلة: "نحن هنا... نساء العالم هنا، لنُسمع الدنيا أننا هنا، سنزعج ونُقلق كل صاحب سلطةٍ وقرار لإنقاذكم، سنعتصم سويةً ونعمل سويةً لتحصلوا على حريتكن، وسنناضل سويةً لأجل حماية النساء، وسيحطم صوتنا وصوتكن في قافلة الضمير جدران سجون ومعتقلات بشار، ونعرف أنه سيحين وقته، قافلتنا ومشاركتنا وصوتنا سيصل إليكن نعدكن بذلك أبداً... لن نتخلى عنكن."

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!