ترك برس

تناولت وسائل إعلام عربية على نطاق واسع، تداعيات وقف عرض المسلسلات التركية على مجموعة "mbc" السعودية والمنتجين الأتراك.

مختصون أتراك في مجال صناعة الترفيه، عبّروا عن استغرابهم من أسباب سحب البرامج التركية الذي بدأت "أم بي سي" تنفيذه من يوم الأحد الموافق الرابع من مارس/آذار الجاري.

ولا ينكر الكثير من المتابعين أن الأعمال الدرامية التركية تمكنت خلال العقد الماضي من جذب المواطن العربي، حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن 75% من المواطنين العرب شاهدوا على الأقل مسلسلا تركيا، وقد شكلت هذه الأعمال صورة إيجابية لتركيا لدى المشاهد العربي.

موقع "تي جي آر تي"، قال إن قرار "mbc" لن يصمد طويلا نظرا للطلب المرتفع على الدراما التركية في أسواق الترفيه الدولية والعربية على وجه الخصوص.

وذكر موقع "يولدا" الإلكتروني أن المشاهد العربي اعتاد على الدراما التركية، وأن البديل البرازيلي أو العربي المتوقع عرضه بدلا منها على شاشة "أم بي سي" لا يلبي حاجته.

شبكة الجزيرة القطرية، نقلت عن مدير شركة "بي آر أس ميديا" تايفون جيليك، قوله إن قرار سحب البرامج التركية كان مفاجئا وصادما، وأن سوق الإنتاج التركي تفاجأ به ووجد صعوبة في فهمه.

وعزا جيليك السبب في ذلك إلى عدم توضيح أسباب القرار من قبل إدارة مسؤولي "أم بي سي"، لكنه أضاف "نحن نعلم يقينا أن سببه سياسي بحت".

ويصعب تقدير الكلفة المالية الإجمالية التي ستتكبدها "mbc" جراء فسخ عقود البث، والتي تتوزع بين خدمات الدوبلاج والشروط الجزائية والإعلانات المرتبطة بأوقات عرض المسلسلات التركية الشهيرة.

وتدعم المعطيات عن حجم الدراما التركية في سوق العرض العربي التوقعات بأن تعجز البدائل الأخرى عن الحلول مكانه.

وتشير تقديرات سوق الإنتاج التلفزيوني التركي إلى أن قطاع الدراما يشهد نموا مطردا خلال السنوات الأخيرة، ويصدر إنتاجه إلى نحو 140 دولة، ويبلغ معدل وارداته السنوي نحو 350 مليون دولار تتطلع أنقرة إلى رفعها لمليار دولار بحلول العام 2023.

وتقول التقديرات إن نحو 70 عملا دراميا تركيا عُرضت مدبلجة مؤخرا على الشاشات العربية المختلفة، وحققت نسبة مشاهدات تفوق ما حققته في تركيا نفسها، بحسب الجزيرة.

وبينما يرى متابعون أن قرار القناة السعودية يعدّ مغامرة غير محسوبة، باعتبار أن "القناة راهنت منذ عام 2007 على المسلسلات التركية لرفع نسب مشاهدتها، وهي تنزاح إلى السياسة السعودية الحالية بقطع النظر عن الخسائر المحتملة".

ويرى القائمون على المؤسسة السعودية أن بث القنوات العربية للأعمال التركية يقدم لها خدمة إعلانية ترويجية مجانية تقدر بمئات ملايين الدولارات، وحتى بروباغندا سياسية ساعدت في تلميع صورة تركيا وتشكيل الرأي العام العربي في عدد من القضايا، بينما لا تبث القنوات التركية أي عمل درامي عربي.

ويدير "أم بي سي" رجل الأعمال السعودي وليد آل إبراهيم ومستثمرون سعوديون آخرون، وتتخذ المجموعة من دبي مقرا لها.

المتحدث باسم المجموعة التلفزيونية مازن حايك، قال إن الحظر الشامل للدراما التركية بدأ سريانه يوم الجمعة الموافق الثاني من مارس/آذار الحالي.

وأضاف المتحدث باسم "أم بي سي" أن هناك قرارا يشمل فيما يبدو محطات تلفزيونية عربية بوقف إذاعة المسلسلات التركية، مشيرا إلى أنه يعتقد أن القرار قد يؤثر على بث الدراما التركية في قنوات أخرى في المستقبل القريب.

وقال حايك إن الحظر يشمل جميع الدراما التركية ويؤثر بشكل فوري على ستة مسلسلات، وأضاف أن ذلك سيؤثر على الأرجح على العائدات ونسبة المشاهدة التي زادت على مدار أكثر من عشرة أعوام.

غير أن القرار فتح الفرصة أيضا أمام صناع الدراما لسد هذه الثغرة، وقال المتحدث باسم "أم بي سي" إن حظر المسلسلات التركية قد يشكل حافزا للمنتجين العرب لصنع دراما عربية عالية المستوى تكون بديلا جيدا لتلك التي منع عرضها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!