ترك برس

تصاعدت في عام 2017 وتيرة الهجمات على المساجد في عدد من الدول الأوروبية وخاصة في ألمانيا. وذكر زكريا ألتوغ، مدير العلاقات الخارجية في الاتحاد اﻹسلامي، أنهم وثقوا  27 اعتداءً على المساجد منذ بداية 2018 فقط، مشيرًا إلى أن العدد اﻹجمالي للاعتداءات التي طالت المساجد في 2017 بلغ 100 اعتداء.

ويوم الخميس 15 آذار الجاري، عقد مؤتمر صحفي مشترك لمسؤولي "الاتحاد اﻹسلامي التركي" و"المجلس الإسلامي الألماني" و"المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا"، فيما يعرف بمؤتمر الإسلام الذي انطلق قبل 12 عامًا، ويجمع ممثلي الجمعيات الإسلامية ومسؤولين ألمان.

ودعت هذه المنظمات التابعة للجالية اﻹسلامية، الشارع اﻷلماني إلى إبداء التضامن مع المسلمين، على خلفية الهجمات المتزايدة على المساجد في اﻵونة الأخيرة.

سياسي تركي يرد على تصريح وزير الداخلية الألماني بشأن المسلمين

أثار تصريح هورست زي هوفر وزير الداخلية الألماني الجديد الذي تولّى مهامه في الأسبوع الماضي، بأنّ "ألمانيا تشكّلت عبر الديانة المسيحية.. والإسلام لا يتنمي إلى بلادنا"، جدلًا محليًا ودوليًا.

واستدرك الوزير قائلا: "إلا أن المسلمين القاطنين في البلاد ينتمون إلى ألمانيا، وتتميز ألمانيا بالكنائس وأعياد الفصح والقيامة"، معربًا عن رغبته باستمرار تنظيم مؤتمر الإسلام وعن أهميته لجمعه بين الطرفين على طاولة واحدة للحوار.

وأضاف هوفر: "ينبغي على المسلمين العيش معنا وليس بجانبنا أو ضدنا، وبتحدثنا مع بعضنا، ننجح بالوصول لتفاهم متبادل".

وفي أوّل ردّ فعل على تصريح هوفر ردّت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الجمعة بقولها: "إن الإسلام جزء من ألمانيا". وقد شاركها الرأي الرئيس الألماني الأسبق كريستيان وولف في تصريح له عام 2010: "إن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا"، وهو ما أيدته ميركل في 2015.

وقال شتيفان زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية على لسان ميركل: "لقد تأثر هذا البلد تاريخيا بالمسيحية واليهودية، لكن هناك ملايين المسلمين الذي يعيشون في البلاد أيضا"، مضيفًا: "استنادا إلى دستورنا ونظامنا القانوني، فإن دين المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا، أصبح جزءًا منها".

وقالت إنغريت كرامب كارنباور، الأمين العام للحزب الديمقراطي المسيحي (يمين وسط) الذي تتزعمه ميركل: "إن تقوية تماسك مجتمعنا هي الهدف المشترك الذي نص عليه اتفاق الائتلاف الحاكم المبرم في 7 شباط/ فبراير الماضي".

وأوضحت أن "الحرية الدينية التي نص عليها الدستور جزء من ألمانيا، و كذلك المسلمون في البلاد ودينهم اﻹسلام، جزء من ألمانيا".

و يبلغ عددالمسلمين في ألمانيا 4.7 مليون شخص، وفقًا لصحف ألمانية.

وردّ نائب حزب العدالة والتنمية التركي مصطفى ينروغلو على الوزير الألماني قائلًا: "إن المساجد تحرق في ألمانيا، ويوميا تحدث ثلاث اعتداءات على اﻷقل ضد المسلمين هناك"، وذلك في حديثه لوكالة الأناضول عند صلاته للجمعة قرب المسجد المحترق.

وأضاف: "إزاء كل هذا فإن أول ما تبادر إلى ذهن (زي هوفر) هو أن اﻹسلام ﻻ ينتمي إلى ألمانيا،الغاية هنا هي إقصاء المسلمين"، مؤكدًا على ضرورة القلق حيال أمن المسلمين بدلا من خطاب إقصائهم.

وشدّد ينروغلو على ضرورة إبداء المجتمع اﻷلماني موقفا حازما ضد الاعتداءات على المساجد، بالقوة نفسها التي يبدونها عندما يتم استهداف كنيسة مسيحية أو كنيس يهودي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!