ترك برس
قال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، إن زيارة فلاديمير بوتين إلى انقرة، ولقاءه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لها دلالات عديدة من حيث التوقيت، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نيته الانسحاب من سوريا.
ولفت السبع، في حوار مع صحيفة الشروق التونسية، إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن يختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنقرة للقيام بأول زيارة خارج بلاده بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في آذار/ مارس الماضي. كما أن هذه الزيارة تأتي تتويجا للتعاون النووي بين البلدين، أضف إلى ذلك وهو الأهم التعاون الأمني والعسكري والسياسي في سوريا.
وأوضح أن التعاون التركي الروسي في سوريا فتح الأبواب أمام تعاون أوسع فى المجال النووي، مشيرا إلى أن بناء محطة أك كويو للطاقة النووية في ولاية مرسين بجنوب تركيا، تعتبر صفقة رابحة للطرفين. وعلاوة على ذلك هناك مشاريع طاقة أوسع مع روسيا، تتضمن خط أنابيب غاز السيل التركي، والذي تقدر تكلفته بأكثر من 12 مليار دولار.
وأشار المحلل اللبناني إلى أن زيارة الرئيس الروسي لتركيا في سبتمبر/ أيلول العام الماضي، كانت نقطة تحول كبرى في العلاقة بين الطرفين، تكللت بعملية غصن الزيتون التركية، كما أنها أنتجت تفاهما على المسار السياسي، حيث تعاونت تركيا على إنجاح مؤتمر سوتشي الذي رعته موسكو، وهو ما سبب انزعاج الولايات المتحدة.
وقال السبع إن دعم الولايات المتحدة للتنظيمات الموالية لـ"بي كي كي" على الحدود التركية الجنوبية، دفع الرئيس أردوغان للتعاون مع موسكو، خاصة أن الإدارة الأمريكية كانت تراوغ طوال سنوات الأزمة السورية، ولا تشرك تركيا بالأهداف الحقيقية للوجود الأمريكي في الشمال، كما أنها لا تعطي إجابات واضحة حول حجم الدعم الأمريكي العسكري للتنظيمات التي تعدها تركيا إرهابية.
وأضاف أن التعاون والتقارب بين موسكو وأنقرة الذي أنتج تفاهما مع طهران حول ملفات عديدة، كفيل بدفع العلاقة التركية السورية نحو تفاهم الحد الأدنى، بعد أن أدركت الأطراف المختلفة حقيقة الأهداف الأمريكية في سوريا، والتي لا تستهدف بنية الدولة السورية ووحدة الأراضي السورية فقط، بل التركية أيضا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!