ترك برس

اتهمت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، أنقرة بـ"خيانة" موسكو من جديد، وذلك بسبب اعتقادها احتمال انضمام تركيا للحملة الغربية الموجهة للنظام السوري.

جاء ذلك في تقرير للصحيفة المذكورة، تحت عنوان: "تركيا تخون روسيا من جديد"، وفقاً لما أوردته صحيفة "عربي 21".

وتطرق التقرير الذي نشرته أيضا وكالة "روسيا اليوم" التي تعبر عملياً عن المواقف الروسية الرسمية، إلى احتمال انضمام تركيا للحملة الغربية الموجهة للنظام السوري، مضيفاً: "بينما تقوم السفن الحربية الأمريكية بمناورات في البحر الأبيض المتوسط لضرب الدولة السورية، فإن المشاعر المحيطة بحادثة دوما تزداد تأججا".

وتساءل التقرير: "كيف ستتصرف تركيا في هذا الصراع؟ هل ستنضم إلى الحملة ضد روسيا، التي بدأتها الولايات المتحدة وبريطانيا، على الرغم من خلافات أنقرة مع هذه الدول؟".

وللإجابة على هذا التساؤل وسواه؛ التقت الصحيفة مع الخبير العسكري التركي أندير عمريق، والذي قال: "لسبب ما؛ الجميع تقريبا متأكدون من أن الأسد سمح لجيشه مرة أخرى باستخدام الأسلحة الكيماوية، فيما يعتقد آخرون بأنه قد لا يعرف عن ذلك، وأن الجيش قام بذلك بنفسه، لكن يجب إدراك أن هذا أمر مستحيل عمليا. حتى الآن، ليس هناك دليل، ولكن ثمة لجنة تعمل هناك، وعلى الأرجح، سيتم تأكيد هذه النظرية".

وفيما يتعلق بموقف الحكومة التركية من مهاجمة الولايات المتحدة لأهداف في سوريا، قال الباحث التركي: "اعتاد أردوغان أن يرحب دائما بهذه الأفعال. في المرة الأخيرة، امتدح الولايات المتحدة لقيامها بقصف مطار الشعيرات، والآن لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك. وهناك احتمال أن تقوم القوات المسلحة التركية نفسها، بأمر منه، بعملية ما ضد قوات النظام".

وفيما يخص احتمال الرد الروسي على تركيا، أورد الباحث التركي أن "لا مصلحة لروسيا بمشاكل كبيرة مع أردوغان. لذلك، فمن المرجح أن يُسمح له بالقيام بشيء غير ذي أهمية، وهو ليس بحاجة لأكثر من ذلك."

وأضاف الخبير التركي، أن الجيش التركي لا يسعى للدخول في معارك مع النظام، فمهامه تقتصر على تنظيمي "ي ب ك" و"بي كي كي". والحد الأقصى، ربما، هو قصف بعض المواقع غير المهمة في شمال سوريا. سيكون ذلك نوعا من التضامن مع أولئك الذين يعارضون الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وتابع قائلاً: "يمكن أن يسبب ذلك ضررا كبيرا لروسيا، لكن في هذا الشأن لا يمكن أن يكون أردوغان إلى جانبها، هذا من شأنه أن يؤدي إلى مشاكل مع الولايات المتحدة، وهي الآن كثيرة من دون ذلك."

واختتم الباحث التركي بالقول إنه "بالنسبة للولايات المتحدة، يمكن الحديث بثقة عن أن إجراءاتها ستكون محدودة. لن يسمحوا أبدا لأنفسهم بإرسال قوات كبيرة إلى سوريا، كما حدث في العراق، لأن ذلك يهدد ترامب وشعبيته الضعيفة بمشاكل جدية. لا أحد سيقتل الروس أيضا. سيتم إخطارهم بجميع أعمال القوات الأمريكية، وبالتالي لا ينبغي لأحد أن يتوقع عواقب عسكرية حقيقية. فالآثار، على الأرجح ستكون، سياسية".

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، تعرضت مدينة دوما بالغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، لهجوم كيميائي من قبل النظام السوري، أسفر عن مقتل أكثر من 150 مدنيا على الأقل، وإصابة المئات، بحسب مصادر في الداخل السوري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!