حسناء جوخدار - ترك برس

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بطريقة مفاجئة، يوم الأربعاء (18 أبريل/ نيسان 2018)، عن انتخابات مبكرة في 24 حزيران/يونيو 2018، قبل عام ونصف العام على موعدها المقرر.

جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقده أردوغان في المجمع الرئاسي بأنقرة، بعد فترة وجيزة من اجتماعه برئيس حزب الحركة القومية المعارض "دولت بهجلي"، الذي كان صاحب الاقتراح.

وقال الرئيس التركي إنه "نتيجة للعمليات العسكرية التي نخوضها في سوريا والأحداث التاريخية التي تشهد منطقتنا، بات من الضروري لتركيا تجاوز حالة الغموض في أسرع وقت ممكن".

وبعد الإعلان عن موعد الانتخابات، نشر بهجلي سلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع "تويتر"، مؤكّدا أن حزبه يرشح ويدعم أردوغان في الانتخابات الرئاسية ضمن "تحالف الشعب" الذي أعلن حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية عن تشكيله في شباط/ فبراير 2018.

التطورات المتسارعة أثارت جدلًا واسعًا في الشارع التركي حول الشريحة التي ستدعم "تحالف الشعب" ومرشّحه أردوغان، وعمّا إذا كانت هناك أحزاب أخرى ستُعلن انضمامها إليه خلال الأيام القليلة القادمة.

وسبق أن أعلنت عدّة أحزاب تركية اعتزامها تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية، وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري برئاسة "كمال قليجدار أوغلو"، وحزب السعادة برئاسة "تمل قرة مولا أوغلو"، والذي ينحدر منه أردوغان والعديد من أعضاء حزب العدالة والتنمية، فضلًا عن الحزب الصالح برئاسة "مِرال أقشَنر" المنشقة من الحركة القومية.

المراقبون الأتراك، كانوا قد رجّحوا انضمام حزب "السعادة" الذي أسسه رئيس الوزراء الراحل البروفيسور نجم الدين أربكان، إلى "تحالف الشعب"، وأجرت قيادات الحزب لقاءات رفيعة مع نظرائهم في حزب العدالة والتنمية لبحث هذا الأمر، إلا أنه لم يتحقق.

قرة مولا أوغلو أشار إلى أنه قدّم لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية والرئيس رجب طيب أردوغان، ملفًا يضم مقترحاته وشروطه في هذا الصدد، لكن لم يحصل أي تقدّم في المباحثات.

وقال رئيس الحزب "قرة مولا أوغلو"، إن هناك قضايا عدّة طرحها للطرف الآخر، مثل إلغاء العتبة الانتخابية (المعدل الأدنى لدخول الأحزاب إلى البرلمان)، وتقديم الخزانة مساعدات للأحزاب المشاركة في الانتخابات، إلا أنها لم تلق تجاوبًا.

ويرى الحزب الإسلامي أنه قادر على كسب أصوات من مختلف شرائح المجتمع التركي، بما في ذلك اليساريين والقوميين والأكراد، وأنه مستعد لخوض الانتخابات المبكرة بـ"دور محوري".

ومن المتوقع أن يُعلن الحزب خلال الأيام القليلة القادمة مرشّحه الخاص للانتخابات الرئاسية، بحيث يتوافق مع رؤيته وأهدافه.

ويقول قرة مولا أوغلو إن حزب السعادة يُعدّ ضمانة الأخوة والوحدة والتكاتف في تركيا، ويرفض الاستقطاب والتمييز بين الشرائح مهما كانت الآراء والأيديولوجيات.

وينتقد زعيم الحزب سياسات الحكومة الحالية، وخاصة في الاقتصاد، ويُعارض خصخصة المؤسسات والمصانع بصورة قطعية.

وهناك توقعات بلجوء الحزب إلى عقد اتفاق مع الحزب الصالح وحزب القضية الحرة من أجل التعاون في الانتخابات الرئاسية، وكذلك حزب الشعب الجمهوري، رغم اختلاف وجهات النظر إلى حد كبير.

ويرى خبراء أن الرئيس التركي السابق عبد الله غُل، قد يُقدم إلى منافسة أردوغان عن طريق حزب السعادة لكن حظوظه تبقى ضعيفة في حال لم يستطع أن يقيم تحالفا كبيرا من أحزاب المعارضة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!