برلينر مورغن بوست - ترجمة وتحرير ترك برس

في الوقت الراهن، يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي، هل تتوتر العلاقات التركية الألمانية مجددا على خلفية الحملة الانتخابية التركية في الخارج؟ 

خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن نيته القيام بحملات انتخابية في الخارج قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها بتاريخ 24 من حزيران/ يونيو الجاري. في هذا الصدد، صرح أردوغان، قائلا: "سألقي إن شاء الله خطابا أمام مواطنين أتراك في اجتماع ستنظمه إحدى المنظمات الدولية بقاعة رياضية تتسع لنحو 11 ألف شخص في إحدى الدول، التي لن أذكر اسمها". وتجدر الإشارة إلى آن ألمانيا تضم قرابة 1.4 مليون ناخب تركي، علما وأنها تحتضن أكبر عدد من المهاجرين الأتراك في العالم.

وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، يرغب في لقاء نظيره التركي

رفض وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، المنتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي، أن يطلق أردوغان أي دعاية انتخابية في بلاده. حيال هذا الشأن، صرح ماس على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بمدينة تورنتو الكندية قائلا: "لن نسمح بإجراء حملة انتخابية تركية على أراضينا قبل ثلاث أشهر من انعقاد الانتخابات".

يوم الاثنين المقبل، سيؤدي ماس زيارة إلى منظمة الأمم المتحدة، حيث من المنتظر أن يلتقي بنظيره التركي، مولود جاويش أوغلو. خلال هذا اللقاء، يأمل وزير الخارجية الألماني في إيجاد أرضية ملائمة للتفاهم مع نظيره التركي بهدف الحيلولة دون اندلاع أزمة جديدة بين البلدين. في هذا الإطار، أفاد ماس: "لا نرغب في أن تتوتر علاقتنا مع تركيا، خاصة وأن اندلاع أزمة جديدة لا يخدم مصلحة أي طرف".

قرار منع الحملات الانتخابية أدى في السابق إلى تدهور العلاقات مع تركيا

  قبل إجراء الاستفتاء الدستوري التركي بتاريخ 16 من نيسان/ أبريل سنة2017، جد خلاف بين تركيا وألمانيا نتيجة منع المسؤولين الأتراك من القيام بالحملة الانتخابية على الأراضي الألمانية. على خلفية ذلك، اتهم الرئيس التركي أردوغان المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بانتهاج أساليب نازية.

وفي شهر حزيران/ يونيو، بلغت حالة التوتر في العلاقات الألمانية التركية ذروتها. وعلى خلفية اعتقال الحقوقي الألماني، بيتر ستويتنر، من قبل السلطات التركية، وجه وزير الخارجية الألماني السابق، زيغمار غابرييل، للمواطنين الألمان نصائح بعدم السفر إلى تركيا.

أنقرة ترغب في تحسين العلاقات بين البلدين

 في شهر شباط/ فبراير الأخير، أطلقت السلطات التركية سراح الصحفي الألماني، دينيس يوسيل، لتتحسن بذلك العلاقات الثنائية الألمانية التركية، التي اتسمت لوقت طويل بالتوتر. في الوقت الراهن، تعمل الحكومة التركية على تطبيع علاقتها مع نظيرتها الألمانية، حيث تسعى إلى النهوض بالقطاع السياحي وإلى استقطاب المزيد من المستثمرين الألمان. كما تحاول  تركيا إقناع ألمانيا بالعمل على توسيع مجال اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي ليشمل القطاعين الفلاحي والخدماتي. وخلال زيارته إلى ألمانيا، قد يعمل الرئيس التركي على تحسين الروابط السياسية.

منذ أسابيع، دعا الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، نظيره التركي لزيارة ألمانيا وذلك من خلال مكالمة هاتفية. وبعد الإعلان عن إجراء انتخابات تشريعية وبرلمانية مبكرة، رجح المكتب الرئاسي الألماني إمكانية تأجيل هذه الزيارة إلى فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية.

وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو سيلقي خطابا في مدينة زولينغن

 بتاريخ 29 من أيار/ مايو القادم، من المنتظر أن يلقي وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، خطابا في مدينة زولينغن الألمانية، وذلك على هامش الاحتفال بالذكرى 25 لحريق مدينة "زولينغن" العنصري، مع العلم وأن هذا الأمر يتزامن مع الحملة الانتخابية.

 منذ خمس سنوات، ألقى مسؤول تركي خطابا خلال إحياء ذكرى هذه الحادثة الأليمة، التي استهدفت منزلا لعائلة غينش. حيال هذا الشأن، أكد وزير الخارجية الألماني ماس أن "الخطاب الذي ألقاه أحد المسؤولين الأتراك منذ خمس  سنوات في مدينة زولينغن، لم يكن في إطار حملة انتخابية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!