ترك برس

يمتد "درب ليكيا" Likya Yolu في جنوب غربي تركيا طريق طوله 540 كيلومترا بين ولايتي موغلا وأنطاليا، ويعد من أجمل عشرة طرق لهواة المشي حول العالم، وذلك لتمتعه بسحر الطبيعة وعمق التاريخ في آن معاً.

فبين قضاء فتحية Fethiye في ولاية موغلا Muğla وبين أنطاليا Antalya جنوب غربي تركيا يمتد هذا الطريق، عبر مناظر مطلة على البحر الميت، ليمر بعد ذلك بطرق التجارة وموطن الحضارات القديمة في أحضان الطبيعة، ويشعر من يمشي على هذا الطريق بأنه يمر عبر نفق التاريخ ليشهد أطلال الأقوام والحضارات الغابرة التي عاشت على طول مسار الطريق.

وبعد البحر الميت، يرى الماشي نفسه ضيفا على وادي الفراشات الشهير على سفوح جبل باباداغ، تليه عدة قرى، ليصل بعدها إلى مدينة ليتاؤون، القديمة عاصمة منطقة ليكيا سابقا، التي تم تصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

وبعد مسير ساعتين، يرى السائر نفسه أمام مدينة كاثنوس، اﻷثرية القديمة ضمن حدود قضاء كاش التابع لولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا، ولكثرة ما شهدت هذه المدينة من حروب واحتلال، تمت تسميتها بمدينة المآسي، وفيها الكثير من الآثار المعمارية التي تعود لعهود ما قبل وبعد المسيحية.

وقبل أن يصل هواة المشي إلى باتارا عاصمة ليكيا، فإنه يمر بعدة مدن قديمة عاشت ﻵلاف السنين في تلك المنطقة.

ويوجد في باتارا مبنى برلمان ليكيا الذي أنشئ في الفترة الهلنستية،وبات رمزا للديمقراطية الليكية، إضافة إلى مدرج تاريخي ومسرح وساحة للمبارازات القتالية، فأروقة باتارا تجمع بين التاريخ والطبيعة.

وبعد باتارا، تأتي مدينة كاش التي تطل على ساحل كابوتاش، والذي تم تصنيفه من بين أجمل سواحل العالم.

ثم مدينة دمره مايا القديمة، حيث يجد السائر فرصة لزيارة ميناء أندرياكا، الذي كان سابقا أحد أهم موانئ العهد الليكي، ومدرج المسرح هناك الذي يتسع لإحدى عشر ألفا و500 شخص، وكان يعد الأكبر بين أشباهه حينذاك.

وتمتاز دمره مريا بأنها موطن القديس نيقولاس المعروف باسم بابا نويل، الذي عاش وفق مصادر تاريخية في الفترة بين 270 إلى 343 ميلادي.

ويصل السائر بعد دمره مريا إلى أوليمبوس إحدى أهم المدن الساحلية الليكية، والتي عرفت آنذاك بأنها موطن القراصنة، وتجتمع في هذه المدينة أطلال العهود الهلنستية والرومانية والبيزنطية.

وبعد مرور شهر واحد على بداية المسير من قضاء فتحية، يصل السائر إلى مدينة فاسيليس القديمة، التي كانت تعد من لأهم المدن التجارية الساحلية في العصور القديمة.

وفي نهاية المطاف ينتهي المسير في حي حصار تشاندر عند مدخل ولاية أنطاليا.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال يلدريم بيازيد أومورتاغ رئيس نادي رياضة تسلق الجبال ورياضات الطبيعة في ليكيا لمراسل الأناضول: "إن الطريق التاريخي المذكور يمر بـ19 مدينة قديمة لا مثيل له في العالم، وهو يشهد إقبالا متزايدا في الفترة بين شهري آذار/ مارس وأيار/ مايو، وبين شهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر".

فيما يستغرق المسير من بدايته حتى نهايته قرابة شهر أو يزيد قليلا. ومما يزيد قيمة الطريق أن السائر فيه يمر من الأماكن والمدن التي سبق أن مر بها من عاشوا في هذه المنطقة قبل 3 آلاف سنة.

وختم أومورتاغ حديثه باﻹشارة إلى مساعي للحفاظ على حماية البنية الطبيعية والجمال التاريخي لطريق ليكيا وزيادة التعريف به.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!