ترك برس

حقق الموسم الأول من مسلسل عاصمة عبد الحميد، أرقاما قياسية عالية في نسب المشاهدات في تركيا والعالم، أدت إلى تمت ترجمته إلى عدة لغات، وكذلك الموسم الثاني الذي بدأ عرضه في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، تصدرت نسب مشاهداته جميع شاشات التلفاز في تركيا.

ولاقت آخر حلقات المسلسل رقم 50، التي عرضت يوم الجمعة 11 أيار/ مايو الجاري، نسب مشاهدات عالية وجذبت اهتمام المتابعين من أنحاء العالم.

وعلى الرغم من الدور المهم للسيناريو والإخراج والتمثيل والمؤثرات الموسيقية والديكورات في نجاح المسلسل، فقد تميز مسلسل السلطان عبد الحميد بإكسسواراته الخاصة التي صنعت خصيصا له على نمط النقوش التركية القديمة.

فقد تولت الصائغة قره جان، صياغة إكسسوارات المسلسل، وتصميمها وجمع الأحجار الكريمة عليها بما يتناسب مع تلك المرحلة، التي تدور أحداثها في الأعوام الثلاثة عشر الأخيرة من تولي السلطان عبد الحميد الثاني الحكم (1909 - 1896).

تقيم قره جان في بورصة، حيث كانت تعمل في إعداد البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ودفعها ولعها الكبير بالأحجار الكريمة وممارستها لهواية صياغة الفضة إلى ترك مهنتها السابقة والدخول إلى عالم الصياغة بإبداع قبل 14 عامًا.

وبعد أن طورت قدراتها بنفسها، في صياغة الفضة واﻷحجار الكريمة، وشاركت في العديد من المعارض والفعاليات، نجحت قره جان في أن تصبح جزءا من مسلسل عاصمة عبد الحميد، عبر المجوهرات واﻹكسسوارات التي تعدها من بين قرابة 10 آلاف من النقوش التركية القديمة.

وفي مقابلة صحفية لها، تحدثت قره جان عن دورها في المسلسل قائلة إنها تجهز مجوهرات وحلي الممثلات، فضلا عن الخواتم الخاصة بالممثلين، موضحة أنها تتلقى صور الأزياء المستخدمة في المسلسل من فريق العمل، وتجهز الإكسسوارات بحيث تتناسب مع الأزياء،وأنها أحيانا تقوم بتحضير أكثر من نموذج من المجوهرات لمشهد وزي واحد.

وأشارت إلى أن قرابة 80 بالمئة من المجوهرات والإكسسوارات المستخدمة في المسلسل تتكون من الفضة، مضيفة أن اختيار الأحجار الكريمة وترصيعها يتم بشكل يتوافق مع الحقبة الزمنية التي تعود إليها أحداث المسلسل، وهي أواخر القرن التاسع عشر.

وشددت على أنها تولي اهتماما كبيرا بأدق التفاصيل الخاصة بمجوهرات كل مرحلة، و ﻷن المسلسل يتناول مرحلة تاريخية قريبة فقد سهل من طبيعة عملها، موضحة: "كلما عدنا إلى فترات زمنية أقدم تصبح التقنيات المستخدمة أكثر بدائية، حيث تعتمد بشكل أكبر على العمل اليدوي وتتضمن نقوشا أكثر تعقيدا".

وعند سؤال قره جان عن من يجلب الأحجار الكريمة ومن أين، أجابت: "أشتري الأحجار الكريمة بنفسي، ولا أقتصر على نطاق تركيا، وأسافر إلى الهند أحيانا لجلبها من هناك"، وأضافت: "أنجز بعض تقنيات الصياغة مثل التسمير، في مدينة إسطنبول، ومن ثم أقوم بتركيب المجوهرات بشكل يناسب وجوه الممثلين".

ووضّحت أن المجوهرات الخاصة باﻷدوار الرئيسية في المسلسل تكون أكثر فخامة، بينما تكون مجوهرات الأدوار الثانوية أبسط وأقل كلفة، ولفتت إلى أن أقراط بيدار سلطان، زوجة السلطان عبد الحميد، قد استخدمت في صناعتها مواد بديلة عن أحجار الزبرجد والياقوت واﻷلماس.

وأشارت إلى أنه طلب منها في الجزء الأول من المسلسل إعداد خاتم خاص يتضمن إبرة مسمومة، وأنها استغرقت في إنجازه ثلاثة أيام من العمل المكثف والدقيق.

وختمت قره جان حديثها، بالتأكيد على أنها تتابع مسلسل عاصمة عبد الحميد بدقة، وخاصة المجوهرات ﻷنها من صناعتها، وأن تحضير حلي المسلسل أكسبها خبرات وتجارب.

وتولى السلطان عبد الحميد الحكم عام 1876، وهو السلطان الرابع والثلاثون بين سلاطين الدولة العثمانية. وانتهت فترة حكمه عام 1909، ووضع رهن الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 شباط/ فبراير 1918.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!