ترك برس

أجمع خبراء ومحللون على وجود مساعٍ من قبل جهات دولية لزعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي في تركيا قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 24 يونيو/ حزيران القادم، وذلك على خلفية تراجع قيمة الليرة التركية مؤخرًا إلى مستويات قياسية.

الأكاديمي والمحلل السياسي سمير صالحة، رأى خلال حديث لصحيفة "عربي21"، أن غالبية الاستطلاعات تعطي أولوية في قرار الناخب التركي للانتخابات التي ستجري، لموضوع الاقتصاد والأزمة المالية.

وأكد أن تركيا تملك اقتصادا قويا، وأن أرقام الصادرات التركية في الربع الأول من العام الجاري واكبت زيادة بنسبة 30 في المئة، بالإضافة إلى عدم وجود أي مؤشر سلبي حول الواردات من الخارج، على الرغم من الخضات المالية التي تعيشها تركيا، التي تسببت حتى الآن بفقدان الليرة حوالي 20 في المئة من قيمتها.

صالحة، لم يستبعد دور الأزمة في العلاقات التركية الأمريكية، التي بدأت تنتقل إلى قضايا سياسية وأمنية، بالإضافة للتباينات بين الدولتين في الملف السوري، وخطط الحرب على الإرهاب، وتصنيف المنظمات "الإرهابية"، والتقارب التركي الروسي، والتركي الإيراني.

وقال: "إن الأزمة لها دور كبير بما يحدث من تراجع الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي". وأشار إلى أن تأثير انخفاض الليرة التركية أمام العملات الأجنبية على الاقتصاد التركي لا يزال محدودا، لوجود بنية اقتصادية قوية داعمة.

بدوره قال المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز، إن "هناك محاولة بالفعل من جهات دولية لزعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد، للتأثير على نتائج الانتخابات".

وقال أوكتاي إن "جهات دولية لا تريد استمرار أردوغان بالحكم، بسبب مواقفه السياسية الدولية، مثل العلاقة مع إسرائيل"، مرجحا أن "لوبيات يهودية وراء هذا الأمر".

ورأى أن تركيا بحاجة إلى وجود حكومة قوية بعد الانتخابات، تستطيع العمل على إيجاد استقرار سياسي واجتماعي، مشيرا إلى أن ذلك يؤثر على الاستقرار الاقتصادي.

في السياق صرّح نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشك، أن المخاوف المتعلقة بتوازن الاقتصاد الكلي في تركيا؛ تأتي على خلفية تقلبات سعر صرف العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، مشددًا على وجود جوانب قوية لدى تركيا لمواجهة هذه التقلبات.

متحدث الحكومة التركية بكر بوزداغ، قال بدوره خلال تصريحات صحفية إن "من يعتقد أنّ التلاعب في سعر صرف الليرة سيغير من نتائج الانتخابات المقبلة مخطئ، فالشعب كشف اللعبة ومن يقف وراءها، ولن يسمح لأحد بالنيل من تركيا".

وحذر بوزداغ من أن الجهات التي تقف وراء رفع سعر صرف الدولار أمام الليرة التركية "ستقوم بعمل الكثير من المؤامرات" قبيل الانتخابات، لكنه أكد على الثقة بتخطي البلاد كافة الصعوبات كما نجحت في السابق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!