ترك برس

قال الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين علي القره داغي، إنه يجب على المسلمين المشاركة في النتخابات الحرة الزيهة، وذلك في خلاصة لفتاويه حول الانتخابات.

ووصف القره داغي “صوت المسلم بأنه شهادة وأمانة يجب أن يُعطى لمن يسحقه دينًا وخلقًا وخدمةً للشعب”، مؤكدًا أنه “يجب اختيار من هو أهل للولاية، ويحمل مشروعًا ناجحًا لخدمة شعبه وأمته، ولا يجوز اختيار من ليس أهلًا لحمل الأمانة”.

ويرى الشيخ أن الانتخابات وسيلة من وسائل التعبير عن آراء الأمة أو الشعب حول القضايا السياسية، وأنها وسيلة معتبرة بغاياتها ونتائجها، وبالتالي فحكمها معتبر بمآلاتها “فوسيلة الواجب واجبة ووسيلة الحرام محرمة”.

ولذلك أشار إلى أنه بما أن اختيار الشخص الصالح مطلوب شرعًا فإن المشاركة في اختياره واجب أيضًا لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، مضيفًا أن صوت المسلم أمانة وشهادة “لذلك لا يجوز كتمانه وحجبه لقوله تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}(البقرة:283)”.

وبما أن صوت المسلم أمانة حسب القره داغي، فيجب إعطاؤه لمن يستحقه ومن هو أهل لهذا المنصب، وهو “المسلم الملتزم بالأخلاق الخادم لشعبه ووطنه البعيد عن الظلم والفساد والفسق والفجور، وإلا يكون صاحبه آثمًا، لأنه يتعاون على توصيل من ليس أهلًا للولاية إلى الولاية”.

وذكر القره داغي أن التصويت لمن ليس أهلًا للولاية “خيانة حسب قول الرسول ﷺ في بيان علامات الساعة، واضطراب الأمور: "إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ”، ولذلك يجب شرعًا اختيار الشخص المؤهل لأداء الأمانة المنوط بها”.

وأشار الشيخ إلى أنه لا يجوز اختيار “الشخص الفاسد الظالم الفاسق الطامع، ولا اختيار الشخص الضعيف حتى ولو كان متدينًا، فالأمر كما قال سيدنا يوسف عليه السلام: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}(يوسف:55)، فقوله: “حفيظ" يراد به الأمانة والإخلاص، والعدالة والمساواة، وعدم التفريط في الحقوق والواجبات، وقدرة الحفاظ على متطلبات الولاية، وعلى أموال الشعب بمنتهى الشفافية، وقوله" عليم" يراد به العلم الشامل بالموضوع والخبرة، أو الاستعانة بأهل التخصص في جميع مجالاته، بحيث يكون قادراً على النهوض بأعباء الولاية”.

ونوّه القره داغي إلى شروط يجب توافرها لدى الناخب من “علم بالشخص المنتخب من حيث دينه وأخلاقه وأعماله، وصلاحيته لتلك الولاية، وابتعاده عن الفساد المالي والإداري، والظلم والطغيان والاستبداد، حيث ورد في الحديث: “إذَا عَلِمْت مِثْلَ الشَّمْسِ فَاشْهَدْ وَإِلَّا فَدَعْ".

وأكد أن الشهادة واجبة التأدية، لقوله تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}(البقرة:283)، وهذا يدل على أن الإدلاء بالصوت لمن يستحقه وقت الحاجة واجب شرعي؛ لأنه إذا لم يعط له من الأصوات ما ينجح به لفاز غيره من أهل الفساد والظلم والفجور، ومن المعلوم أن الإدلاء بالأصوات لمن يستحقها من المصلحين النافعين هو من باب التعاون على البر والتقوى”.

أما إذا كانت الانتخابات غير نزيهة وفيها تزوير، يشير الشيخ إلى أنه حينئذ “يجب فضح المزورين، كما يجوز الامتناع عن التصويت، بل إن الامتناع الجماعي عن التصويت - إن أمكن - واجب شرعي”.

وختم القره داغي بقوله: “إن اختيار من هو أهل لحمل الأمانة في الولاية واجب شرعي، وواجب وطني، حتى ولو اختلف معه في بعض الأمور، فالعبرة بالمصالح الكلية العامة الشاملة، ولا يجوز شرعاً اختيار من ليس أهلاً للولاية؛ سواء كانت ولاية عامة أو خاصة؛ لأنه تعاون على الإثم والعدوان، وهو محرم بالكتاب والسنة والإجماع”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!