أوزاي شندير – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

خاضت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب الأكثر دموية واستنزافًا على مر تاريخها في فيتنام. قُتل 58 ألف جندي أمريكي في فيتنام، التي ألقت عليها واشنطن من القنابل ثلاثة أضعاف ونصف ما أُلقي خلال الحرب العالمية الثانية.

هو تشي منه، الرجل الذي هزم الولايات المتحدة في الحرب ليس مؤسس الحزب الشيوعي الفيتنامي فحسب، بل إنه أسس عندما كان في منفاه بفرنسا الحزب الشيوعي الفرنسي أيضًا.

قليلون جدًّا من يعلمون أن هو تشي منه حصل على دعم من الولايات المتحدة في ربيع عام 1945 بهدف طرد اليابانيين الذين كانوا يحتلون فيتنام، من البلاد، حتى أنه تلقى معالجة طبية من الأميركان.

رحب هو تشي منه، الذي ستعاني الولايات المتحدة منه الأمرين، ترحيبًا كبيرًا بالمساعدات الأمريكية في ذلك الوقت، إلى حد أنه كان يعتبر قواته "الجيش الفيتنامي الأمريكي".

***

أصبحت الحرب الأفغانية ثاني أكثر حرب دموية واستنزافًا في التاريخ الأمريكي. منحت واشنطن شتى أنواع الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ، إلى مجموعات المجاهدين كي يحاربوا بها القوات السوفيتية.

ظنت الولايات المتحدة أنها حققت النصر مع انسحاب الجيش السوفيتي من أفغانستان عام 1989، إلا أنها اضطرت للعودة إلى أفغانستان عام 2001 من أجل محاربة من قدمت لهم الدعم في وقت من الأوقات.

بعد أن أنفقت 700 مليار دولار على الحرب، وفقدت حوالي 3 آلاف من جنودها، تسعى الولايات المتحدة الآن للانسحاب من أفغانستان من خلال إجراء مفاوضات سرية.

***

الاستراتيجية التي اتبعتها الولايات المتحدة في فيتنام وأفغانستان هي تقريبًا نفس الاستراتيجية التي تطبقها حاليًّا في سوريا. فهي تقيم تحالفات مع مجموعات تعتبرها إرهابية، وتستخدمها ضد بلدان أخرى. ترسل واشنطن إلى البلدان التي تتدخل فيها، الأسلحة أولًا، ثم خبراء للتدريب على استخدامها، وبعد ذلك وحدات مقاتلة لحماية الخبراء.

فهل تتحول العلاقة التي أقامتها الولايات المتحدة مع تنظيم "بي كي كي" الإرهابي تحت مسمى وحدات حماية الشعب، ذات يوم إلى حرب طاحنة بين الجانبين؟

كانت فيتنام وأفغانستان حربين بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من أجل السيطرة على مناطق مختلفة في العالم، وهذا ما يحدث في الواقع اليوم في سوريا.

من يدري، فقد يكرر التاريخ نفسه مرة أخرى..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس