ترك برس

أعلنت المعارضة السورية عن تشكيل أكبر كيان عسكري في محافظتي حماة وإدلب شمال غربي سوريا، يضم حوالي 100 ألف مقاتل، تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير"، تزامنًا مع استعداد النظام السوري والقوى الداعمة له لشنّ عملية عسكرية على المنطقة التي تشكل المعقل الأخير للمعارضة.

وانضم إلى التشكيل الجديد، كل من الفصائل "جبهة تحرير سوريا" و"جيش الأحرار" و"صقور الشام" بهدف توحيد فصائل الجيش السوري الحر تحت سقف واحد، بدعم من تركيا.

وكانت فصائل "فيلق الشام" و"جيش النصر" و"جيش إدلب الحر" و"الفرقة الساحلية الأولى" و"الفرقة الساحلية الثانية" و"الفرقة الأولى" و"الجيش الثاني" و"جيش النخبة" و"شهداء داريا الإسلام" و"لواء الحرية" و"الفرقة 23"، قد انضمت إلى جبهة التحرير الوطنية أواخر مايو/ أيار الماضي.

والجبهة الوطنية للتحرير تناضل ضد النظام السوري في إدلب وشمالي حماة، ومع انضمام الفصال الجديدة فإن الجبهة أصبحت تضم في بنيتها حوالي 100 ألف مقاتل، لتكون أكبر كيان عسكري يقاتل ضد النظام حاليا.

في خضم ذلك، يدور تساؤل حول مصير "هيئة تحرير الشام"، الفصيل الخارج عن التفاهمات المحلية والدولية، لا سيما بعد تصريحات من روسيا قرأها محللون بأنها تحريضية ضد هذا الفصيل في إدلب، ما يجعلها "كبش فداء" لعرقلة أي عمل عسكري في المحافظة الشمالية.

وكشف تقرير في صحيفة "عربي21"، نقلًا عن "مصدر عسكري"، أن تركيا تقوم بضغوط على فصائل المعارضة في إدلب من أجل الاندماج ضمن تشكيل واحد، يضم جميع الفصائل المسلحة يستثنى منه "هيئة تحرير الشام".

وأشار التقرير إلى أن استثناء "تحرير الشام" يثير علامات استفهام كبيرة، في ظل التصريحات الروسية، والتفاهمات الدولية الأخيرة، مشيرا إلى أنها قد تصبح "كبش فداء" لتجنب المعركة بإدلب.

وتسيطر جبهة تحرير الشام على مناطق واسعة من محافظة إدلب في الشمال السوري، لا سيما الاستراتيجية منها، ولها تواجد عسكري جيد.

المحلل العسكري والاستراتيجي أديب عليوي، يرى أن الاقتتال بين فصائل المعارضة السورية في إدلب وتحرير الشام سيناريو محتمل، إلا أنه أشار إلى أن سيناريوهات عدة أخرى لها فرصة بالحدوث غير المواجهة.

واعتبر أن إدلب مرتبطة بالتفاهمات الدولية، وإذا رأت أن هناك لا بد من تفكيك تحرير الشام فسيتم ذلك، إما بالاتفاق مع الفصيل بترحيله أو تفكيكه أو قتاله.

وأكد أن هناك رغبة من الأطراف الدولية من بينها تركيا، في أن الفصائل غير السورية يجب أن يتم تفكيكها، لا سيما التنظيمات الدولية مثل تحرير الشام التي هي بالأصل جناح من أجنحة تنظيم القاعدة، وكانت سابقا جبهة النصرة أو "فتح الشام" التي كانت تتبع بشكل مباشر لتنظيم القاعدة، قبل أن يفك ارتباطه بها.

وعن السيناريوهات الأخرى، قال عليوي، إن تركيا التي تعد مسؤولة عن إدلب الآن، ربما تعرض تفاهمات جديدة مع تحرير الشام، لا سيما أن الأخيرة لا تقبل بالتفاهمات الدولية والاتفاقات والمنصات مثل أستانا وسوتشي وجنيف ومخرجاتها.

وأشار إلى الاتفاقات التي تم بموجبها ترحيل تنظيم الدولة من مناطق سيطرة تابعة له إلى السويداء مثلا، وأن مقاتلي تحرير الشام من الجنسيات غير السورية قد يلقون المصير ذاته.

وقال إن جبهة تحرير الشام قد تقبل بالتفاهمات مع تركيا، إذا كانت لا تريد الاشتباك معها ومع الفصائل المسلحة التي تدعمها في الشمال السوري، كأن تسلم السلاح الثقيل والمتوسط والتوصل إلى اتفاق بشأن مصير عناصرها.

من جهته، قال القيادي في "فيلق الشام" (إحدى فصائل المعارضة في إدلب) أحمد أبو العز، إن الجيش التركي التقى وفدا من تحرير الشام الشهر الماضي، وألمح له بالفعل بأن الأمر قد يصل إلى التهديد باستعمال الخيار العسكري، بشن فصائل المعارضة التي تدعمها تركيا حربا لإنهاء تحرير الشام، على غرار تنظيم الدولة في مناطق درع الفرات بريف حلب.

وشكلت إدلب المحاذية لتركيا خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.

وحذرت منظمات دولية مرارا في وقت سابق من كارثة إنسانية في حال شن هجوم عسكري على إدلب التي تؤوي وفق الأمم المتحدة 2.5 مليون شخص نصفهم من النازحين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!