ترك برس

مع إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، واعتزام تركيا الرد على هذه العقوبات، يرى مراقبون أن التوجه في الوقت الحالي هو نحو تعميق الأزمة بين الجانبين، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي يريد صرف الأنظار عن أزماته الداخلية بافتعال أزمة مع تركيا.

وقال الخبير في الشؤون الإقليمية أبو بكر الأنصاري، لإذاعة سبوتنيك إن "الأمر يتعلق بشأن أمريكي داخلي، فترامب مضطرب، ويريد صرف الانتباه عن أزماته الداخلية، وبالتالي يريد أن يفتعل أية أزمة، لأنه لا يعرف ماذا يريد، وكيف يدافع عن كرسيه".

واضاف الأنصاري أن ترامب وحده هو المندفع نحو العداء مع تركيا، بينما تفضل المؤسسات الأمريكية أن تكون لها علاقات استراتيجية وجيدة مع تركيا، خاصة البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية، أما ترامب فيبحث عن إنجاز شخصي له، بعد سلسلة الإخفاقات التي تعرض إليها مؤخرا.

ورأى أن لإدارة ترامب مشكلة حقيقة مع أردوغان، لأنها تعتبره من الذين أفسدوا عليها صفقة القرن، بالاجتماعات التي عقدها في إسطنبول، والتي أعلن خلالها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن واشنطن لم تعد الراعي الحصري لعملية السلام.

بدوره رأى الدكتور عبد الفتاح محمد، الأكاديمي المصري والباحث المتخصص في الشؤون التركية، أن إعلان تركيا عزمها الرد على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد الوزراء الأتراك، يعني وجود نية قوية للتصعيد ضد أمريكا.

وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن أنقرة سترد على العقوبات الأمريكية. وكتب جاويش أوغلو، على حسابه على موقع تويتر، أن محاولة الولايات المتحدة، فرض عقوبات على وزيرينا لن تمر دون رد، موضحا أن الولايات المتحدة لن تحقق مطالبها بتسليم القس، من خلال العقوبات.

وأضاف الأكاديمي المصري أن ما كتبه وزير الخارجية التركي أحمد جاويش أوغلو، بشأن رد أنقرة على العقوبات الأمريكية، والتي تم فرضها على وزيرين تركيين، مؤشر على أن التوجه الأن نحو تعميق الأزمة بين الجانبين.

وتابع بالقول إن تركيا ترفض الأن أي محاولات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، للضغط من أجل تسليم القس الأمريكي الموضوع رهن الإقامة الجبرية في تركيا أندرو برانسون، وهي تعتبر أن أي ضغوط أمريكية في هذا الشأن، هي مساهمة في دعم أعداء الدولة، ولكن الولايات المتحدة تحاول الدخول من باب حقوق الإنسان، لممارسة ضغوطها.

ولفت الباحث المصري إلى أن هذه الخطوة، يمكن اعتبارها أيضا دليل على اختلاف السياسة التركية تجاه أمريكا، بعد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان، وتحول الدولة إلى النظام الرئاسي، بحيث وضعت كافة الصلاحيات بيد الرئيس، ومن بينها تحديد ملامح السياسة الخارجية للدولة في المستقبل.

بدوره اعتبر ليونيد كروتاكوف، المحلل السياسي والمعيد في معهد العلوم السياسية في جامعة الماليبة التابعة للحكومة الروسية، أن الوقت الراهن، يشهد شرخاً في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة والناتو وسيكون أردوغان مرغما على اتخاذ إجراءات مضادة ما، رداً على هذه العقوبات.

ورأى أن الأمريكيين يسعون إلى استباق الوقت قبل أن تغادر تركيا حلف الناتو، وتنضم إلى تجمع البريكس.

ومن ناحية أخرى، وفي سياق الرد التركي على العقوبات الأمريكية، أكد مراد بايباطور، النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والمتحدث باسم لجنة الأمن والاستخبارات البرلمانية، أن أنقرة سترد بالمثل على فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، مشيرا إلى أن أنقرة تجري التحضيرات اللازمة لفرض العقوبات.

وأضاف بايباطور: "سنرد على العقوبات التي فرضتها أمريكا في إطار مبدأ المعاملة بالمثل، حيث يجري الرئيس رجب طيب أردوغان والمسؤولين المعنيين الأعمال اللازمة للرد على العقوبات الأمريكية، ومن المحتمل أن يعلن الرئيس أردوغان أو المسؤولون المعنيون عن العقوبات التي ستفرض على أمريكا خلال الأيام القليلة القادمة".

وحول الخطوات التي ستتخذها أنقرة ضد العقوبات الأمريكية، قال بايباطور، إن أجهزة الدولة المعنية تجري الأعمال اللازمة برعاية الرئيس أردوغان حول العقوبات التي ستفرض على أمريكا على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، كما فعلت سابقا عندما علقت أمريكا إصدار التأشيرات في بعثاتها الدبلوماسية في تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!