صحيفة إسباناتوليا الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس

قدم وزير الخزانة والمالية التركي يوم الجمعة الماضي أسس البرنامج الاقتصادي الجديد، الذي يبحث عن ضمان نمو اقتصادي مستدام، وتراجع التضخم في العملة التركية. وفي هذا الصدد، أكد أردوغان قائلا: "لن نخسر الحرب الاقتصادية".

في الأيام القليلة القادمة، ستتبنى تركيا نهجا اقتصاديا جديدا في ظل النظام الرئاسي الجديد القائم في البلاد. وتسعى هذه التغييرات الاقتصادية بالأساس إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وقوي، وقائم على "عقلية استراتيجية". وقد أكد على هذه الجوانب وزير الخزانة والمالية التركي الجديد، برات البيرق، يوم الجمعة الماضي، عند تقديمه لما يسمى "النموذج الاقتصادي الجديد في تركيا".

في هذا الصدد، وعد البيرق بتنفيذ هذا النموذج الاقتصادي الجديد الذي يسعى إلى خلق اقتصاد من شأنه أن يوفر مستوى معيشيا متميزا للمواطنين الأتراك، وذلك بالتعاون مع "كل المستثمرين المحليين والدوليين". وأكد المسؤول التركي أن استقلالية البنك المركزي التركي، ستكون إحدى أسس وأعمدة هذا النموذج الاقتصادي الجديد. وخلال حدث نُظم يوم الجمعة في قصر دولمة باهجة في إسطنبول حضره أهم ممثلي القطاع الخاص في تركيا، أشار البيرق إلى أن "من بين الجوانب الأكثر أهمية في النموذج الاقتصادي الجديد، هو أنه سيكون له نهج صارم".

في نفس المعنى، أشار المسؤول التركي إلى أن: "من بين المبادئ الأساسية لوزارة الخزانة والمالية التركية هو تأسيس استقلالية كاملة للسياسة النقدية. وخلال هذه المناسبة، سأحاول قدر الإمكان تجنب الحديث عن البنك المركزي، وفي حال اضطررت إلى فعل ذلك، فسأتحدث بكل حذر. وبشكل عام، يجب أن تكون استقلالية البنك المركزي مبدأً نعمل به دائما وأبدا؛ خاصة وأن هذا الجانب فائق الأهمية. من جهة أخرى، سيكون تعزيز الاستقرار المالي من بين أهدافنا ذات الأولوية القصوى".

ووفقا للبيرق، تتمثل إحدى أهداف النموذج الاقتصادي الجديد في ضمان نمو اقتصادي بين ثلاثة وأربعة بالمئة خلال سنة 2019، فضلا عن التخفيض من معدل التضخم، للعودة به إلى وحدة واحدة. وأضاف الوزير أن "من المتوقع أن يستقر اختلال توازن الميزان التجاري في حدود أربعة بالمئة". وأكد أن نظام الادخار في القطاع العالم الذي تم الإعلان عنه خلال هذه السنة سيتواصل على المدى المتوسط.

وأورد البيرق أن وزارته ستواصل تنفيذ تدابير وإجراءات جديدة من أجل الحد من العجز في الميزانية ليكون في حدود 1.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي التركي. وأشار المسؤول التركي إلى أن "النموذج الاقتصادي الجديد يبحث عن تشريك المستثمرين الأجانب والصناديق الدولية في مشاريع البنى التحتية".

أردوغان "لن نخسر الحرب الاقتصادية"

من جهته، عبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن ثقته في مستقبل الاقتصاد التركي في خطاب ألقاه في ولاية بايبورت الشمالية، قبل وقت وجيز من تقديم البيرق لبرنامج النموذج الاقتصادي الجديد في تركيا. وخلال هذه المناسبة، انتقد الرئيس التركي ما أسماه "بجماعات الضغط"، ودعا الأتراك لعدم الشعور بالقلق، قائلا: "نملك تدابير تحمينا من كل الاحتمالات السلبية". وشدد الرئيس التركي على أن البلاد "لن تخسر الحرب الاقتصادية"، في إشارة إلى ما اعتبره هجمات من الخارج التي تحاول إضعاف الليرة التركية والاقتصاد التركي.

في هذا الإطار، قال أردوغان موجها خطابه لشعبه: "إذا كان لديك دولارات أو يوروهات، أو ذهب تخبئه تحت وسادتك، توجه إلى البنوك واستبدلها بالليرة التركية. إن ما نواجهه عبارة عن تحد وطني… وستكون هذه التحركات ردا من شعبي على الذين أعلنوا حربا اقتصادية على تركيا". وفي هذا الخطاب، أراد أردوغان أن يحث شعبه على شراء الليرة التركية ودعم العملة الوطنية للبلاد، خاصة وأنها فقدت أكثر من 20 بالمئة من قيمتها في غضون سنة. علاوة على ذلك، سجلت الليرة التركية يوم الجمعة الماضي أدنى مستوياتها أمام الدولار واليورو بعد أن أعلنت حكومة ترامب عن التدابير الجديدة ضد واردات الصلب والألمنيوم التركية.  

من جانب آخر، أكد أردوغان مجددا على أن "موجات عدم الاستقرار المالي التي خلقت بشكل مصطنع"، والتي تعاني منها تركيا، لم تأخذ بعين الاعتبار قوة الاقتصاد التركي؛ الذي لا زال إلى حد الآن في منأى عن "جميع المشاكل" على مستوى الاقتصاد الكلي، أو نظامها الإنتاجي أو المصرفي. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!