كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

مع انتشار مشاهد تركيب الولايات المتحدة نظام رادار إلكتروني في عين العرب والحسكة، اللتين يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني وذراعه في سوريا وحدات حماية الشعب، عاد إلى الأذهان شمال العراق مطلع التسعينات.

فخلال حرب الخليج الأولى، أرست الولايات المتحدة أسس "الدولة الكردية" الحالية، عبر وضع شمال العراق تحت الحماية. وسعي واشنطن لتطبيق النموذج نفسه في شمال سوريا يذكرنا بتلك الأيام.

تستهدف الولايات المتحدة أولًا تركيا من نظام الرادار الذي أسسته في مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب. لا أحد يمكنه إنكار هذه الحقيقة على حد اعتقادي.

نظام الأسد يشكل خطرًا أقل مما يُعتقد بالنسبة للولايات المتحدة. كل المخططات بخصوص شمال سوريا تستهدف أنقرة، وليس نظام الأسد.

نظام الرادار المذكور جزء فقط من التحضيرات الأمريكية ضد تركيا. فهناك عشرات القواعد ومعسكرات التدريب الأمريكية في شرق الفرات، يتلقى فيها عناصر وحدات الحماية تدريبات لمواجهة تركيا.

الولايات المتحدة تؤسس جيشًا إرهابيًّا على حدودنا، وتواصل إمداد حزب العمال بآلاف الشاحنات من الأسلحة والعتاد. علينا ألا ننسى أن كل حركة في شمال سوريا تستهدف تركيا وليس إيران أو روسيا أو الأسد..

هناك تحضير لعملية حصار عسكرية ضد تركيا على حدودنا الجنوبية، والولايات المتحدة تستعد لإغلاق المنطقة أمام الطيران التركي، لمواجهة التدابير الدفاعية التي اتخذتها أنقرة عبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.

أقدمت الولايات المتحدة على خطوة أخرى تحت مظلة وحدات حماية الشعب، عندما أعلنت تركيا أنها ستطهر غرب الفرات وشرقه من الإرهاب، وعندما أظهرت عزيمة عسكرية على ذلك، وعندما نفذت عمليات جوية ضد حزب العمال في سنجار.

ستعمل الولايات المتحدة، من خلال تأسيس نظام الرادار الإلكتروني في شرق الفرات، على إبعاد تركيا عن هذه المنطقة. منطقة حظر الطيران في شمال العراق بالتسعينات أثمرت عن دولة البارزاني.

بعد عشرة أعوام ستظهر دويلة أخرى على حدودنا الجنوبية! ستحاول الولايات المتحدة إنهاك وتخويف تركيا عبر الهجمات الاقتصادية، وستسعى لإجبارها على تقبل "إسرائيل ثانية".

القبول بدويلة إرهابية في غرب الفرات وشرقه يعني تخلي تركيا عن جزء من ترابها، والجميع يدرك هذا التهديد. لم يعد من الممكن خداع أنقرة، أو السيطرة عليها من خلال ترهيبها.

تركيا لن تسمح بإنشاء دويلة لا في شرق الفرات ولا في غربه. ستدرك الولايات المتحدة هذه الحقيقة قبل مرور وقت طويل، وسترى كيف ستشتت تركيا ذلك الجيش الإرهابي الذي أعدته واشنطن ضدها.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس