د. ياسر سعد الدين - خاص ترك برس

أحداث الربيع العربي وما رافقها وأعقبها من ثورات مضادة وأحداث جسام وتدمير مهول طال البنيان والإنسان في سوريا واليمن ومصر وليبيا، كشفت عن حقائق مروعة ما كان لعقل أن يتخيلها، ولا لإدراك أن يحملها أو يتحملها!!

الغرب والشرق بمجملهما لا يريدون لأمتنا أن تنهض، ولا لشعوبنا أن تحيا بكرامة، فتنتج وتتقدم بين الصفوف والأمم لتتحول من الاستهلاك إلى الإنتاج ومن التبعية إلى الريادة. يسعون لأن يحكمنا طغاة مستبدون، يدمرون مقومات البلاد ويهينون كرامة العباد، ويتيحون للقوى العالمية الاستيلاء والاستحواذ على الثروات والمقدرات في مقابل أن يتنعموا بثروات خيالية وحياة مرفهة مترفة، على حساب شعوب مسحوقة لا تجد قوت يومها ولا علاج لأسقامها ولا مستقبل لأجيالها.

من يهزأ بالأطروحات والدراسات التي تتحدث عن خطط ومساع دولية تواصل مكر الليل والنهار لتدمير أمتنا أخلاقيا واقتصاديا وسياسيا تحت مسمى نظرية المؤامرة، هو إما جزء من المخطط الخبيث أو يشتكي زيغا في التفكير وخللا في التقدير.

ولعل العبث بالشعب السوري وتدميره والمواقف الغربية من جرائم الأسد وروسيا بل والمشاركة بتدمير سوريا فعليا تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وتبادل الأدوار، والخطوط الحمر والتهديدات الفارغة فيما يتعلق بكيماوي الأسد، وتقنين التهجير والتجويع والتعايش معهما والإشراف الأممي عليهما، يكفي للرد على من يستهزئ بما يسمونه نظرية المؤامرة!!

لماذا إذا الميزانيات العسكرية الفلكية، ولِمَ تجوب الأساطيل وحاملات الطائرات البحار والمحيطات، ولماذا تؤسس المراكز البحثية وتعمل بجد وكد واجتهاد؟؟ إعلام مبرمج ومسيطر عليه، ومفاهيم تحور، وتجسس حتى على الأفراد وانتداب إلكتروني عبر وسائل تواصل اجتماعية انطلقت من أمريكا وتحظى برعايتها الفائقة، فواشنطن تتسامح مع مجازر الكيماوي ومذابح رابعة ولكنها لا تتسامح ولا تسمح لأي نظام بحظر الفيسبوك والتويتر!!

وإذا كان الأسد قد نجح - وهو الغر - في اختراق المعارضة السورية بأشكالها المتعددة والمختلفة عبر ضفادع وحربايات، فهل نتصور أن القوى العالمية والتي تتنافس حتى حد الحروب على السيطرة على مقدرات الشعوب وثرواتها، ستكتفي بالمتابعة من بعد أم أنها ستشكل فرقها ورجالاتها لتخترق المجتمعات ووعيها، وتعيد تشكيل أفكارها ومفاهيمها وأولوياتها!!؟؟

أهم وسائل السطوة والهيمنة هي إعلام يسيطر عليه ظاهريا ثلة من الشهوانيين والبوهيميين والمترفين، وتشرف عليهم أجهزة أمنية في الدولة العميقة، والتي تحركها بالمال والخبرات والاتصالات أجهزة مخابرات دولية. ولعل إلهام شاهين نموذجا صارخا على دور الفن المريب والفنان الأداة والمخبر في لعب دور مشبوه في مساع حثيثة لتحطيم آمال الشعوب في التحرر والانطلاق!!

شاهين والتي اشتهرت في شبابها بأدوار الإغراء والإثارة والتي تستهدف إلهاء الشباب وتحويل طاقاتهم للشبقات والشهوات، أصبحت ما بعد ثورة كانون الثاني/ يناير وبشكل مفاجئ سياسية لها مواقفها وآراؤها، لتلعب دورا مريبا وكبيرا في التشويه والتشويش في زمن الحكم القصير للرئيس المنتخب محمد مرسي. ففي أعقاب نجاحه في الانتخابات النزيهة دعت ممثلة أدوار الإغراء المحموم على جميع من انتخب مرسي بأن يخرب الله بيوتهم وأعربت عن إحباطها الكبير على فشل شفيق.

وحين حركت أجهزة الدولة العميقة - على ما يبدو - أجهزتها وأدواتها من التيار السلفي للحديث عن فجور شاهين، قامت قيامة إعلام الدولة العميقة ليشغل الرأي العام بقضية شرف إلهام ومسألة الطعن به، وربط الأمر بحكم مرسي بالرغم من رفض مرسي الصريح لمثل هذه الأحاديث والاتهامات. وحين دعا مرسي الفنانين للاجتماع به تخلفت شاهين عنهم لتبقى تهاجم الرئيس المنتخب وتشغل الناس ضمن سياق سيناريو الدولة العميقة للتمهيد للإطاحة بالحكم الديمقراطي والعودة لحكم العسكر لتدمير مصر دولة وشعبا ومقدرات ودورا ومكانة!

 كانت ممثلة الإغراء من أول من دعم السيسي وانقلابه ورافقت وزير الدفاع الذي غدر برئيسه ونقض يمين الولاء، بجولاته الأوروبية لتبيض صفحاته السوداء ولغسل يديه من دماء الأبرياء في النهضة ورابعة وغيرهما. 

شاهين التي تتحرك بتوجيهات أجهزة الدولة العميقة كانت من أوائل من أيد إجرام ومجازر بشار فقد زارته العام الماضي والتقت به ضمن محاولات نظام السيسي وحلفائه الدوليين إعادة تأهيل الأسد سياسيا برغم مجازره وجرائمه وانتهاكاته الموثقة بالصوت والصورة!! بل وصلت الوقاحة بممثلة الإغراء الفاجر أن هزأت بضحايا الكيماوي هذا العام في الغوطة وسخرت منهم معتبرة أن المقاطع المتداولة عن هجوم كيماوي مزعوم في دوما هي عبارة عن تمثيلية ولعبة ومسرحية. 

أخر أدوار ممثلة العري والإغراء زيارة دمشق هذا الشهر للمشاركة في تبييض صفحة النظام السوداء مع ثلة من الفنانين المشاركين في سفك الدم السوري من خلال دعم سفاحيه، وقالت صاحبة القبل الساخنة إن سوريا لن تسمح لأي دولة مهما كانت تمتلك من القوة والإمكانيات أن تفرض شروطها عليها وهنا تكمن عظمة سوريا وجمالها، وأنها جاءت للتعلم العزة من الأسد!

صمود الأسد والذي رأيناه من خلال استهزاء الروس والصهاينة والإيرانيين به وبشكل مهين يليق بممثلة إغراء وإغواء أن تتلمذ على يديه لتتلقى من العزة والكرامة ما يليق بها وبتاريخها وبأدوارها الملوثة والمشبوهة أخلاقيا وسياسيا!!

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس