ترك برس

قالت إذاعة صوت أمريكا إن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الحالية للولايات المتحدة لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد تكون فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين التي شهدت توترا كبيرا خلال الأشهر الماضية.

وأشار تقرير للإذاعة الأمريكية في هذا الصدد إلى ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال أمس الاثنين، عن مسؤول تركي، بأن القس الأمريكي أندرو برونسون، المحتجز في تركيا بتهمة التعاون مع منظمة إرهابية قد يُسمح له قريبا بالعودة إلى بلاده.

ويرى محللون أن المأزق الذي تواجهه العلاقات بين أنقرة وواشنطن يمكن أن يشهد انفراجة في الجلسة القادمة لمحاكمة القس برونسون في الثاني عشر من تشرين الأول/ أكتوبر القادم.

وقال حسين باغجي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشرق الأوسط الفنية في أنقرة: "أتوقع أن يطلق سراح برونسون. هناك المزيد والمزيد من التوقعات بأن هذا سيحدث.لكن علينا الانتظار حتى 12 أكتوبر. وإذا أطلق سراحه، ستحل المشكلة بين البلدين تلقائيًا."

وتابع باغجي: "إن التصريحات النارية التي صدرت عن واشنطن وأنقرة قبل أسبوعين قد خفت حدتها. ويبدو لي أن الجانبين يتخذان خطوات للتراجع، لأن هناك حاجة ملحة للتعاون من البلدين".

ومن غير المقرر أن يلتقي الرئيسان الأمريكي والتركي خلال زيارة أردوغان الحالية، ولكن أردوغان قال قبل توجهه إلى نيويورك قال: "إذا تلقينا طلبا من الجانب الأميركي فإننا سنقيمه، حاليا ليس هناك شيء من هذا القبيل".

ولفتت الإذاعة الأمريكية إلى أن الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردي من بين أهم أسباب التوتر بين أنقرة وواشنطن. وقد حذر الرئيس التركي أول من أمس بأن الجيش التركي يستعد لشن هجوم على الميليشيات السورية الكردية في شرق سوريا، التي تتهمها الحكومة التركية بالارتباط بتنظيم "بي كي كي" الإرهابي.

ويقول محللون إن أنقرة تشعر بقلق متزايد من أن واشنطن ستواصل دعم وحدات حماية الشعب بعد هزيمة داعش، في إطار جهودها للحد من نفوذ إيران في سوريا. وفي يوم الاثنين الماضي صرح جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأن الجيش الأمريكي لن ينسحب من سوريا ما دامت القوات الإيرانية موجودة هناك.

كما أن علاقة تركيا بروسيا هي نقطة خلاف أخرى مع واشنطن، حيث تهدد الأخيرة بفرض مزيد من العقوبات على أنقرة، إذا أصرت على  شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400.

ويقول محللون إن صفقة إدلب التي عقدها أردوغان الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحالت دون هجوم النظام السوري على محافظة إدلب، ترسل رسالة في الوقت المناسب إلى واشنطن حول أهمية تركيا في المنطقة.

وقال أيدين سيلجين، وهو دبلوماسي تركي رفيع سابق عمل في واشنطن: "من الواضح أن تركيا ليست دولة ذات أهمية ثانوية، بل هي مرتكز للاستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط. ومن مصلحة الولايات المتحدة أن تتعاون معها. وسيكون شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم أكبر اختبار للعلاقات بين تركيا والولايات المتحدة مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!