الأناضول 

بمنظرها الطبيعي الجذّاب وما تحتويه من أسرار تاريخية بين جدرانها، تجذب قلعة "برتك" في ولاية طونجلي، شرقي تركيا، السياح المحليين والأجانب، لا سيما وأنها تبدو أشبه بالجزيرة بسبب موقعها وسط البحيرة. 

القلعة، التي لا يُعرف بالتحديد تاريخ تشييدها، استخدمتها الدولة العثمانية في بعض المراحل، وهي الآن إحدى أهم معالم قضاء "برتك" التي تقع فيه. 

وبُنيت القلعة فوق قمة التلة، الواقعة على شاطئ نهر مراد، إلا أن مياه سد "كبان" في المنطقة، غمرت ما حولها مع مرور الأيام لتتحول القلعة إلى ما هو أشبه بالجزيرة. 

ومع اجتماع دورها التاريخي عبر الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها، بمنظرها الطبيعي الخلاّب، تحولت القلعة إلى نقطة جذب للسياح المحليين والأجانب القادمين من كل حدب وصوب. 

وبإمكان المسافر على متن العبّارة المتجهة من قضاء إيلازيغ، الواقعة شرقي تركيا، إلى قضاء برتك، رؤية القلعة التاريخية وسط المناظر الطبيعية وزرقة المياه التي يغمر ما حولها. 

كما تعدّ القلعة مقصد عشاق التصوير بفضل عمارتها، ومنظرها التاريخي وبنائها فوق الصخور . 

وبهدف إحياء السياحة وجذب المزيد من الزوار إلى القلعة، قامت قائمقامية برتك بالتعاون مع بلدية القضاء وبدعم من ولاية تونجلي، بإعداد مشروع تطويري خدمي يستهدف المنطقة المحيطة بالقلعة. 

ووفقاً لهذا المشروع سيتم إنشاء أرصفة قوارب، ومطاعم ومقاهي حول القلعة، وسط توقعات بإسهام هذه الخطوة في إحياء وإغناء السياحة في المنطقة. 

وخلال حديثه لمراسل الأناضول، قال رئيس بلدية قضاء برتك، رجائي فورال: "من المعتقد أن تاريخ القلعة يمتد حتى حضارة أورارتو - قامت إبان القرنين الـ 9 والـ 7 ق.م. بجبال شرقي تركيا حول بحيرة وآن - واتخذت من ولاية وان التركية حالياً عاصمة لها". 

وأوضح أن أعمال الترميم الأخيرة للقلعة التاريخية، انتهت قبل حوالي 4 أعوام، مبيناً بذلهم جهوداً كبيرة لجذب المزيد من السياح إلى القلعة. 

وفيما يتعلق بتفاصيل المشروع المزمع تنفيذه في منطقة القلعة، قال رئيس بلدية برتك، إنهم سيقومون بتمديد شبكتي الكهرباء والمياه إلى القلعة من تحت مياه السد، إضافة إلى بناء مقاهي ومطاعم هناك. 

وتابع قائلاً: "يتم تأمين الطاقة في القلعة حالياً عبر ألواح الطاقة الشمسية، إلا أنها لا تكفي لسد الاحتياجات اللازمة، لذا سنقوم بتمديد شبكة كهرباء ومياه من تحت مياه السد، فكما هو معلوم فإن قدرات بلادنا تطورت لدرجة أننا بتنا نشيّد أنفاق تمر من تحت مياه البحار." 

وأشار إلى أن تمديد شبكة الكهرباء إلى القلعة وإضاءتها من الخارج، سيخلق جواً جذاباً هناك في ساعات الليل. 

ولفت إلى اعتزامهم إزالة العديد من المشاكل الخدمية الموجودة حالياً، كتلك المتعلقة بمسارات المشي والأماكن المخصصة للجلوس. 

واستطرد قائلا: "القلعة تتمتع بمنظر طبيعي لا مثيل له، وقد تحولت إلى جزيرة عقب إنشاء سد كبان بعد أن كان يمر من جانبها مياه نهر مراد." 

واختتم "فورال" بالتأكيد على "وجود الأمن والاستقرار في برتك، لذا أدعو الجميع لزيارة القضاء والقلعة التاريخية." 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!