ترك برس - الأناضول

في مزارع السمك المنتشرة بالعديد من المناطق الساحلية في تركيا، يقضي غواصون معظم يومهم في أعماق البحار، لكسب قوت يومهم. 

ففي الوقت الذي يمارس فيه بعض الناس الغوص بغرض الرياضة أو الهواية، اتخذ البعض الآخر منه وسيلة لكسب العيش، والغوص في أعماق البحار لصيد الأسماك أو الاعتناء بمزارع تربية السمك. 

وفي ظل الارتفاع المطرد لعدد مزارع تربية السمك في تركيا، في السنوات الـ10 الماضية، زادت معها أيضاً أهمية الغواصين العاملين في مثل هذه المزارع. 

وتبدأ الخطوة الأولى لعمل الغواصين في مزارع تربية السمك، عبر تلقيهم دورات تعليمية من المؤسسات الناشطة في هذا المجال، بحيث تستغرق الدورة الواحدة قرابة عام كامل. 

ويُشترط اجتياز اختبار كتابي وآخر عملي، من أجل العمل في مؤسسة أو شركة في هذا القطاع. 

وللغواصين أهمية كبيرة بالنسبة للقائمين على مزارع الأسماك، بحيث لا يمكنهم التخلي عنهم. 

** نشاط لا يهدأ 

وفي مزرعة تربية السمك بقضاء "قرة بورون" بولاية إزمير الساحلية غربي تركيا، ينطلق الغواصون العاملون في الساعات الباكرة من الصباح نحو المزرعة، وعقب تناولهم لطعام الفطور تبدأ التحضيرات للغوص في البحر. 

ويبدأ الغواصون بتحضيراتهم عبر تفقد ملابسهم، ومعداتهم المخصصة لهذا الغرض، إضافة إلى التأكد من عمل أسطوانات الأوكسجين التي يستخدمونها للتنفس تحت الماء. 

عقب ذلك، ينطلقون للغوص في مجموعات، ويدفعهم وجود المخاطر تحت سطح الماء، إلى البقاء على تواصل دائم. 

ويمضي الغواصون وقتاً طويلاً تحت سطح الماء، لدرجة تصل في بعض الأحيان إلى 5 ساعات متواصلة يعملون فيها على صيانة أقفاص الأسماك، وتزويدها بالأطعمة والأدوية اللازمة. 

وعقب الخروج من المياه بعد فترة عمل طويلة، يواصل الغواصون عملهم بتفحّص وتنظيف معداتهم وآلاتهم التي يستخدمونها في الغوص والصيد. 

وعند حلول وقت الغداء، يتناولون طعامهم عل متن قواربهم في عرض البحر. 

ومع اقتراب موعد غروب الشمس، يسلك الغواصون طريق العودة إلى البر، للبدء بتحضيرات اليوم التالي. 

** شغف يقاوم مصاعب المهنة

لم تمنع مصاعب المهنة، ومواصلة العمل ليلا نهارا، وعلى مدار أغلب فصول السنة، الغواصين من شغفهم بمهنتهم وحبهم لها.

وفي حديثه للأناضول، قال الغواص أرول أديامان، إنه دخل مجال السمك لأول مرة عبر العمل في المجال اللوجيستي لهذا القطاع، لينتقل بعدها إلى الغوص.

وأضاف أن العمل في البحر يعتبر ميزة بالنسبة له، مشيرا أنه يواصل العمل في هذه المهنة منذ 9 سنوات.

وأوضح الغواص التركي أن للمهنة جوانب سلبية وإيجابية، حيث تتمثل صعوبتها خلال مواسم الصيد.

وزاد قائلا: "نصطاد بعض الأحيان بالتزامن مع وجود العواصف والأمواج العالية، ولذلك نضطر للغوص في أعماق البحار، بينما يهرب الآخرون من البحر."

من جهته، قال الغواص متين قايغيسيز، إنه يواصل منذ 10 سنوات، تأمين لقمة عيشه عبر الغوص في البحار.

وأشار إلى أنه يتلقى أسئلة غريبة حول مهنته من قبل زملائه ممن تعرفوا جديداً على هذه المهنة.

وتابع، في حديث للأناضول: "في مواسم الصيد، نضطر للغوص ليلا نهارا. ونظراً لاصطيادنا الأسماك الحية، فإن عملنا يتطلب دقة وحساسية بالغتين. ولذلك، فمن الصعب على من لا يعشقون البحار ممارسة هذه المهنة."

أما مهندس الأحياء المائية سميح خوجة، وهو أحد العاملين في مزرعة تربية السمك نفسها، فقال إن القطاع يعاني من نقص في أعداد الغواصين أصحاب الخبرة.

وأوضح أنه يمضي 3 أشهر في البحر خلال مواسم الصيد.

واختتم "خوجة" حديثه بالتأكيد على أهمية الخبرة من أجل الغواصين، مبيناً أنه من غير السهل العثور على غواصين من أصحاب الخبرات الطويلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!