ترك برس

كثّف سلاح الجو التركي في الآونة الأخيرة غاراته على مواقع تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف في قائمة الإرهاب، داخل الأراضي العراقية بالقرب من الحدود التركية.

وفي 13 كانون الأول/ديسمبر 2018 استهدفت المقاتلات التركية مواقع ينتشر فيها مسلحو "PKK" بكثافة في جبلي "سنجار" و"قره جاق" بالعراق، في عملية وصفتها تركيا "بالضربة القوية".

وزارة الخارجية العراقية أعلنت على خلفية القصف التركية، أنها استدعت السفير التركي لدى بغداد فاتح يلدز، وسلمته رسالة احتجاج بشأن "خروقات جوية متكررة" للمجال الجوي.

وانتقد بيان الخارجية العراقية الضربات الجوية، معتبرًا أن "مثل هذه الأعمال تعد انتهاكا لسيادة العراق وسلامة أمنه ومواطنيه وعملا مرفوضا على الصُعد كافة"، على حد وصفه.

بدوره قالت وزارة الخارجية التركية إن تنظيم "PKK" الإرهابي يستخدم الأراضي العراقية التي يتمركز فيها منذ سنوات طويلة كقاعدة انطلاق لشن الهجمات ضد تركيا، وقد لقي عشرات الآلاف من المواطنين حتفهم إثر هذه الهجمات.

وأضافت الخارجية التركية أن "الأنشطة التي يقوم بها تنظيم PKK الإرهابي ضمن الأراضي العراقية والسورية أضحت مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا".

وتابعت: "قمنا لغاية اليوم في الكثير من المرات بتذكير الحكومة العراقية بوجوب إيفائها بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها بخصوص منع نشاطات تنظيم PKK الإرهابي. وما يجدر التنويه إليه أن المادة السابعة من الدستور العراقي تلزم الحكومة العراقية بمنع استخدام الأراضي العراقية قاعدة لمهاجمة الدول المجاورة".

وأكّدته أنه "في الأحوال التي لا تقوم بها السلطات العراقية بما يلزم بخصوص مكافحة الإرهاب، تقوم قواتنا المسلحة بالرد على الهجمات التي يشنها تنظيم PKK الإرهابي انطلاقاً من الأراضي العراقية ضد بلادنا، استناداً إلى حق الدفاع المشروع عن النفس الذي تنص عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".

قائمقام قضاء سنجار محما خليل، قال إن "الغارات الجوية التركية على قضاء سنجار ومخمور وإقليم كردستان، تعد خرقا للسيادة وفقا للدستور الذي يلزم كومة العراق بالحفاظ على سلامة سيادة وكرامة البلاد".

وفي المقابل، أكد خليل أن "الدستور ينص أيضا على عدم استخدام الأراضي العراقية ممرا ومنطلقا للهجمات على دول الجوار، لكن الحكومة العراقية لم تعمل بمستوى النصوص الدستورية والقانونية".

وبخصوص تواجد "PKK" في سنجار، قال خليل: "طالبنا مرارا وتكرارا حزب العمال الكردستاني ومن يواليه، بالخروج من سنجار وعدم إعطاء ذريعة للغارات التركية"، وفق صحيفة "عربي21".

وحمّل قائمقام سنجار حكومة العراق المسؤولية على التقصير في هذه الأزمة، لافتا إلى أن "الحكومة ملزمة بموجب الدستور بعدم السماح لجماعات أن تشن هجمات على دول الجوار، وفي الوقت ذاته لا تسمح لدول الجوار بأن تهاجم أراضيها".

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "بهتشة شهير" برهان كور أوغلو إنه "مطلوب من السلطات العراقية أن تنفذ هذه الغارات بنفسها، لأن هذه العناصر متواجدة داخل أراضيهم، لكنها ليست قادرة على ذلك ولم يرد هذا الشيء حتى الآن".

وأضاف كور أوغلو أن "تواجدهم قرب تركيا يمثل تهديدا مباشرا لأمنها، فتعهدت تركيا أن تقوم بعمليات عسكرية بين الحين والآخر لمنع هذا التهديد كما يحصل مع عناصر حزب العمال الكردستاني في سوريا".

ولفت إلى أن "تركيا أعلنت سابقا أنها على أتم الاستعداد للتدخل المباشر في الأراضي العراقية والسورية بخصوص إنهاء تهديد حزب العمال الكردستاني الذي ينفذ عمليات عسكرية داخل أراضيها يذهب ضحيتها عدد من المواطنين".

ورأى كور أوغلو أن "تركيا ليس لديها أي خيار غير العسكري، ومع ذلك فإنها مستمرة في مطالبها السياسية مع الحكومة العراقية وهناك تفاهم معها بهذا الخصوص، لكن الجانب العراقي ليس لديه الإرادة في إجراء تجاه حزب العمال الكردستاني".

وتوقع كور أوغلو أن "يطرح أردوغان ملف حزب العمال الكردستاني على نظيره العراقي برهم صالح إذا زار تركيا، لأنه يمثل العراق وعليه أن لا يسمح لأي عناصر بشن هجمات على جيرانه، ويجب أن يأخذ الأمر على عاتقه كرجل دولة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!