ترك برس

ساهم ارتفاع عدد وجهات شركة الخطوط الجوية التركية في أفريقيا بزيادة حجم وعدد المشاريع التي نفّذها المقاولون الأتراك في القارة.

وقد ارتفع عدد المشاريع التي قام بها المقاولون الأتراك في أفريقيا 84 مرة مقارنةً بعام 2002، حيث تجاوزت قيمتها 64 مليار دولار. وتمّ تحديد الخطوط الجوية التركية التي تحلق إلى 55 مدينة في 37 دولة أفريقية كأحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الارتفاع.

ستطلق الخطوط التركية قريبًا رحلاتها إلى ثماني وجهات أخرى في القارة، والتي شهدت أعلى زيادة في أعداد المسافرين. ومن المتوقع أن تعزّز هذه الخطوة عدد رجال الأعمال الأتراك الذين يقومون بأعمالٍ في القارّة.

في الإحدى عشر شهرًا الأولى من عام 2018، ارتفع معدّلُ الإشغال على رحلات الخطوط الجوية التركية إلى أفريقيا بستّ نقاط إلى 77.6 في المئة، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي. شهدت الرحلاتُ إلى القارّة الأفريقية أعلى زيادة من حيث معدّل الإشغال.

في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير وحتى تشرين الثاني/ نوفمبر، ارتفع عدد الركاب بنسبة 15 في المئة ليصل إلى 32 مليونا و243 ألفا و434 راكب. بالإضافة إلى ذلك، زادت حركة الشحن والبريد إلى القارة الأفريقية بنسبة 27.8 في المئة لتصل إلى 108 آلاف و896 طن.

ومع رحلات الخطوط الجوية التركية، ارتفع عدد الأتراك الذين يقومون بأعمالٍ في القارّة الأفريقية بالإضافة إلى عدد المشاريع التركية. وزاد حجم المشاريعُ التي نفّذها المتعاقدون الأتراك في جميع أنحاء القارّة إلى 7 مليارات دولار في عام 2017 من 769 مليون دولار في عام 2002. وتضاعفت المشاريع التعاقديّة التي قام بها رجال الأعمال الأتراك في القارّة 84 مرة مقارنةً بعام 2002، لتتجاوز 64 مليار دولار. كما ارتفع عدد المستشارين التجاريين، الذين هم أكبر الداعمين لرجال الأعمال الأتراك في أفريقيا، إلى 26 في عام 2017، من أصل أربعة فقط في عام 2002.

حضر مؤخرًا تامر طاشكن، القنصل الفخري العام لتركيا في جنوب أفريقيا ورئيس المنطقة الأفريقية في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية DEİK، مؤتمرًا تحت عنوان "القارّة الأفريقية المحتملة". وفي معرض حديثه في المؤتمر الذي نظمته إدارة التجارة الدولية وإدارة الأعمال في جامعة إسطنبول، قال طاشكن إن علاقات تركيا كانت مقتصرةً على شمال أفريقيا حتى عام 2005، ولكن العلاقات اكتسبت زخمًا مع الديناميكية في صناعة المقاولات.

وأضاف أن الصناعيين الأتراك يقومون بمزيدٍ من الأعمال في أفريقيا اليوم بسبب عاملين رئيسيين، حيث قال: "من أهم العوامل سفاراتنا، عدد سفاراتنا في جميع أنحاء أفريقيا قد تجاوز 43 بعد أن كان تسعة فقط في عام 2002. تحافظ سفاراتنا على العلاقات السياسية والتجارية. أما العامل الثاني فهو الخطوط الجوية التركية، التي ستضيف زامبيا إلى قائمة وجهاتها الأسبوع المقبل".

وتأكيدًا على حقيقة أن الخطوط الجوية التركية تربط رجال الأعمال الأتراك بجميع الدول الأفريقية، قال طاشكن: "ما نحتاجه من الآن فصاعدًا هو نظام مصرفيّ. يجب أن يكون لدينا نظام مصرفيّ حتى لا ندفع عمولات إلى دول أخرى من أجل معاملاتنا".

وشدّد على ضرورة مواصلة تركيا تطوير علاقاتها السياسية والاتفاقيات التجارية الثنائية مع المنطقة. وأضاف: "هناك إمكاناتٌ كبيرةٌ في أفريقيا والبضائع التركية تحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ هنا. هذا العام، وصلنا إلى 170 مليار دولار في الصادرات العالمية، مع 50 في المئة منها إلى أوروبا. إن صورتنا في أفريقيا هي "الجودة الأوروبية مع أسعار الشرق الأقصى". هذا شيءٌ لا يمكن تحقيقه بالمال، لذلك توجد إمكانات عظيمة لدينا ونحاول الترويج لها في أفريقيا، ونسعى جاهدين لمحو الصورة الأفريقية التي نراها على شاشة التلفزيون ونشجّع المزيد من الناس على الذهاب إلى هناك والعثور على الشركاء المناسبين في التجارة والاستثثمار".

وأضاف طاشكن أن المؤسسات التركية تقوم بتدريب الطلاب الجامعيين الشباب من أفريقيا، وقال: "هناك العديد من الطلاب الأجانب في جامعاتنا في تركيا. هؤلاء الطلاب الأجانب هم مستقبلنا، يجب تدريبهم. هم يحتاجون إلى التحدث باللغة التركية والقيام بالتدريب في مصانعنا. وعندما يعودون إلى بلادهم، يمكنهم أن يكونوا بمثابة قناة مبيعاتنا ولهذا السبب نهتم كثيرا برؤية الطلاب الأجانب في بلدنا كمستقبلٍ وندربهم بشكلٍ جيد".

ومن جهتها، قالت رئيسة قسم التجارة الدولية وإدارة الأعمال في جامعة إستنية، غولسوم غوكغوز: "إن أفريقيا قارّة بعيدة من حيث الجغرافيا ولا نعلم حقيقةً عن الحياة والثقافة والمعايير هناك، ولكنها بالنسبة لتركيا سوق هام مزدهر. والهدف الرئيسي لدى تامر طاشكن، ضيفنا اليوم، هو تشجيع طلابنا على ريادة الأعمال وإدخال الفرص للسوق الأفريقية وتقديم أفكار حول كيفية الانفتاح على أفريقيا، وإرشادهم من خلال تجاربهم الخاصة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!