ترك برس

قال الباحث الإسرائيلي أماتسيا برعام، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن نظام بشار الأسد لا يستطيع منع سيطرة تركيا على شمال وسط سوريا بعد الانسحاب الأمريكي، مشيرا إلى أن تحول تركيا إلى دولة معادية لإسرائيل يفرض على الأخيرة عبئا أمنيا واقتصاديا كبيرا.

وفي مقال نشره موقع يسرائيل ديفينس تناول برعام، الأستاذ بقسم الشرق الأوسط في جامعة حيفا السيناريوهات المتوقعة في سوريا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأبرزها، وفق رأيه، انتصار كبير للجيش التركي على الميليشيات الكردية، واضطرار إسرائيل لبذل مزيد من الجهد لوقف التمدد الإيراني في سوريا والعراق.

وذكر برعام أن "الأردن لن يجرؤ على مهاجمة القوافل الإيرانية داخل سوريا والمتجهة من العراق إلى لبنان وتمر بمنطقة صحراوية خالية من السكان باستثناء قطعان الماعز والأغنام، ولذلك من السهل حمايتها."

وأضاف أن القوات الأمريكية الخاصة الموجودة في قاعدة التنف والتي كانت حاجزا تمنع مرور الميليشيات الإيرانية كانت تحصل على دعم جوي هائل من القاعدة الجوية الأمريكية في الأردن، ولكن بعد إخلاء هذه القوات سيصبح هذا الطريق مفتوحا، وستبدأ الضغوط القوية على الحكومة العراقية، المستعدة في معظمها للامتثال لجميع المطالب الإيرانية.

وقال برعام إن تخلي الأمريكيين عن الميليشيات الكردية رغم المساعدة الكبيرة التي قدموها في الحرب على تنظيم داعش، يجعل الأكراد أمام خيارين: الأول الحصول على دعم من أكراد العراق. وقد وردت أنباء عن أن قوات من البيشمركة العراقية دخلت إلى منطقة تسيطر عليها الميليشيات الكردية في سوريا. وأما الخيار الثاني، فهو أن تطلب الدعم من نظام الأسد.

وأشار إلى أن "نظام الأسد لا يستطيع منع سيطرة تركيا على شمال وسط سوريا، حيث يسطر الجيش التركي بالفعل على مساحات كبيرة في الشمال السوري. لكن الدعم الروسي قد يمنع الهجوم التركي جنوبا."

وأضاف أن الأسد الذي تمكن بمساعدة الميليشيات الإيرانية في سوريا من استعادة السيطرة على منطقة ما وراء التنف التي تنشط فيها حاليا قوى المعارضة السورية المعتدلة، ولكن انسحاب القوات الأمريكية، سيسمح بحرية حركة المحور الإيراني في هذه المنطقة.

أما المحور الثاني الذي سيتم فتحه من إيران إلى سوريا ولبنان في أعقاب الانسحاب الأمريكي فيمر عبر وسط شمال العراق والطريق الشمالي في سوريا إلى دمشق.

ووفقا لبرعام، فإن "إيران يمكن أن تترك المحور الثالث بدون استخدام كبير لأنه يمر عبر وسط العراق وسوريا على طول نهر الفرات، لأن هذا الطريق وإن كان الأكثر ملاءمة جغرافياً، لكنه في الغالب يمر بالمناطق ذات الكثافة السكانية التي تسيطر عليها المعارضة وحتى داعش. ومن الممكن أن تعتمد إسرائيل على الحركات المتطرفة التي ستغلق هذا المحور."

ورأى أن "تخلي الولايات المتحدة عن الأكراد وإلى حد ما التخلي عن إسرائيل والأردن، ينظر إليه أيضاً بإحباط عميق من حلفاء واشنطن العرب في الخليج الذين يرون في ذلك دليلا على افتقار واشنطن إلى المصداقية."

وأوضح أن الإحباط الخليجي قد يؤدي إلى حدوث تطورين متعارضين في المنطقة: أولا، توسيع العلاقات مع إسرائيل، انطلاقا من رؤية أن الأخيرة تمثل عامل كبح لإيران. أما التطور الثاني الأصعب على الدول الخليجية فهو تغيير توجهاتها والاعتراف بأن إيران القوة الإقليمية المهيمنة، أي القبول بوضع إيران كدولة راعية وهو ما سيكلف حكام الخليج الكثير من المال، وربما يضمن لهم البقاء في الحكم.

"وفي هذه الحالة، يمكن لإسرائيل العودة إلى العمل بمفردها في الشرق الأوسط، وأن تتحمل القدر الأكبر في مواجهة إيران في المنطقة، ولا سيما منع ترسيخ وجودها في سوريا ولبنان،" حسب قوله.

وخلص الباحث الإسرائيلي إلى القول بأن "المشكلة التي تواجه إسرائيل هي أن دول الدائرة الخارجية التي كانت صديقة لإسرائيل وهي إيران حتى عام  1979 وتركيا حتى بداية القرن الحادي والعشرين أصبحت معادية لتل أبيب، وهو ما يفرض على الأخيرة عبئا أمنيًا واقتصاديًا جديدًا."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!