ترك برس

أشار تقرير صحفي إلى أن "منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)" الذي جرى الاتفاق على تأسيسه في العاصمة المصرية القاهرة، مؤخرًا، يأتي - وفق رأي محللين أتراك - بمثابة "محاولة تأسيس تكتل معاد لتركيا".

وقبل أيام، استضافت القاهرة، اجتماعا دوليا بمشاركة إسرائيلية، أعلن فيه عن توافق لإنشاء "منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، تكون القاهرة مقرا له.

وقالت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، إن الاجتماع يهدف إلى تأسيس "منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ القانون الدولي".

وشارك في حضور الاجتماع، وزراء الطاقة من دول مصر وإسرائيل واليونان وقبرص الرومية وإيطاليا والأردن وفلسطين، وغياب دول أخرى لها وزنها في قطاع الطاقة، مثل سوريا ولبنان وتركيا.

ووفقًا لصحيفة العربي الجديد، يجمع محللون أتراك على أن إقصاء تركيا عن المنتدى المزمع تأسيسه، هو "قصدي" وقد لا يقل برأيهم عن المنتدى ذاته لجهة الدلالات، وما يمكن أن يخلقه من زيادة تأزم جراء إبعاد بلادهم وإعطاء إسرائيل دوراً محورياً في المنطقة، فضلاً عن "استخدام قبرص اليونانية ضمن مؤسسي المنتدى وإقصاء قبرص التركية".

مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في إسطنبول، محمد كامل ديميريل، قال إن السعي لتأسيس المنتدى "من دون إعداد كاف وتعمّد إبعاد الدول المعنية، يدل على سرعة وتسرّع بعض الدول لتقاسم ثروات الغاز في مياه شرق المتوسط، بعد اكتشاف احتياطات هائلة".

وحول سبب إقصاء تركيا عن اجتماع القاهرة، يقول ديميريل: "معروف أن موقف تركيا واضح وحاسم بشأن حقوقها وحقوق قبرص التركية في الغاز، ويعرف الذين اجتمعوا في القاهرة أن تركيا وصلت سابقاً إلى درجة الاصطدام مع سفينة تنقيب إيطالية لولا انسحابها".

وأضاف أن "تركيا سيرت بارجة تركية للتنقيب عن الغاز في مياه المتوسط وستبدأ خلال الشهر الجاري العمل على استشكاف الغاز ضمن مياهها الإقليمية، مما يجعل من إقصائها أمراً مستحيلاً".

ويبيّن مدير المركز التركي أنه "لا يمكن أن يكون هناك توافقات أو الاعتراف بالحدود من دون تركيا أو قبرص الشمالية (التركية) وما لها من حصص في الغاز الطبيعي"، كاشفاً أنه "ومع نهاية الشهر الجاري ستعلن تركيا عن ترسيم الحدود وعقد مؤتمر دولي بهذا الخصوص".

بدوره يرى المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو، أن هذا الكيان "إبعادٌ مخطط لتركيا"، معتبراً أن السياسة التركية في شرق المتوسط لا تقبل التنازل أو إخراجها من معادلة التحاصص وترسيم الحدود والاستفادة من ثرواتها في مياه المتوسط.

ويضيف كاتب أوغلو أن "محاولات إبعاد تركيا ستؤدي إلى إشكالات، فهي عازمة على الحفاظ على حقها، وقامت أكثر من مرة بدعوة تلك الدول بشرط أن يكون تنسيق معها ومع قبرص".

في سياق متصل يقول الباحث السوري سمير سعيفان، إن تأسيس "منتدى غاز شرق المتوسط" في القاهرة، إنما هو "منتدى سياسي بغلاف غازي"، فهو يضم دولا غير مطلة على حوض غاز شرق البحر الأبيض المتوسط، مثل اليونان وإيطاليا.

أما الأردن فهو لا يطل على البحر المتوسط أصلاً، بينما تم إبعاد تركيا المطلة على الحوض من شماله، كما أن سورية لم تلتحق بالمنتدى لأسباب غير واضحة، ولكنها ستلتحق في الركب آجلاً. يقول سعيفان.

ويضيف سعيفان أن "المشروع إسرائيلي بامتياز وبمبادرة منها، وقد تم إدخال اليونان وإيطاليا لمنحه صفة دولية من أجل التغطية على وجودها، فقد كانت إسرائيل السبّاقة لاستثمار الغاز في المياه الاقتصادية المقابلة لسواحلها، وهي توسع منطقتها على حساب منطقة لبنان ومنطقة قطاع غزة، كما تطمع في أن يكون منتدى الغاز بوابة سياسية لتوسيع التطبيع معها، خاصة مع تزايد خطوات التطبيع بينها وبين كل من الإمارات والسعودية".

كما يلفت الباحث السوري المتخصص بشؤون الطاقة، إلى أن "إسرائيل تطمع في أن تلعب دورا رئيسا في هذا المنتدى، وتستهدف تحقيق أرباح هائلة، ودخول نسيج المنطقة من بوابة الغاز".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!