حمزة تكين - أخبار تركيا

نشر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قبل ساعات تغريدة على "تويتر" موجهًا فيها "التهنئة" لعدد من الدول التي سارت في ركب الانقلاب الأمريكي على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الفائز بانتخابات شعبية ديمقراطية.

قبل الخوض في صلب ما فضحه بومبيو من أحقاد أمريكية ضد تركيا، لابد من السؤال عن ماهيّة الديمقراطية الأمريكية التي لا تدعم إلا ما يحقق الخراب في العالم، وفنزويلا اليوم خير دليل... وكذلك سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا ومصر واليمن وغيرها.

بالعودة إلى تغريدة بومبيو التي كانت مرفقة بخريطة لأجزاء عديدة من العالم، بينها خريطة تركيا، ولكن هذه المرّة تعمّد بومبيو أن ينشر خريطة تركيا وهي مقسمة إلى قسمين.

 فهل يمكن أن يقع وزير بحجم بومبيو بخطأ من هذا النوع... العقل والمنطق يقولان "بالطبع لا يمكن أن يحصل هذا إلا عن عمد وسبق إصرار وترصد".

 لم يكشف بومبيو الذي تدعمُ بلادُه ديكتاتوريات العالم ضد شعوب العالم، إلا حقيقة ما تضمره أمريكا من أحقاد ومشاريع تخريبيّة ضد تركيا، ففعلا أمريكا لم تدعم إلا المشاريع التي تهدف في مكان ما لتقسيم تركيا!
 
 وبالتالي يمكن القول إن الولايات المتحدة وضعت نفسها اليوم في قائمة الجهات التي تطمع بالأراضي التركية أو تلك التي تحلم بتقسيم هذا البلد خدمة لمشاريع أكثر سوداوية في منطقة الشرق الأوسط... أكثر سوداوية من تلك المشاريع التي طبّقت ضد شعوب المنطقة بُعيد إسقاط آخر خلافة للمسلمين في التاريخ... الخلافة الإسلامية العثمانية.
 
 ما يؤكد نظرية أن الولايات المتحدة طامعة أو حالمة بتقسيم تركيا، أن واشنطن تدعم اليوم وبشكل قوي وفعلي تنظيمات إرهابية تتاجر بشعوب المنطقة وخاصة الشعب الكردي الشقيق، وعلى رأس هذه التنظيماتPYD/PKK الإرهابي.
 
 هذا التنظيم الذي يقول علنا أن من أهدافه تقسيم سوريا والعراق وإيران ثم تقسيم تركيا لإقامة دويلة عرقية عنصرية تخالف كل ما وصلت إليه البشرية من مفاهيم المواطنة، ونحن في القرن الواحد والعشرين.
 
 وبالتالي فإن الولايات المتحدة شريكة لهذا التنظيم الإرهابي في أهدافه ومساعيه، وإلا لماذا تصرّ على دعمه وحمايته؟!
 
 وكذلك علينا ألا ننسى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت من أول الداعمين لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية في تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016.
 
 إن هذه المحاولة التي فشلت بفضل الله أولا ثم بحكمة وطريقة مواجهتها من قبل السلطة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا ثم بوحدة وقوة الشعب التركي ثم بمناصرة ودعاء ملايين البشر حول العالم... هذه المحاولة لو نجحت فإن تركيا كانت متهجة نحو حرب أهلية ثم نحو التقسيم، وهذه نقطة كانت تعلمها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل جدي لذلك دعمت الانقلابيين، كما تفعل اليوم في فنزويلا.
 
 وحتى اليوم ما زالت الولايات المتحدة تحتفظ بزعيم هذه المنظمة الإرهابية حرا طليقا على أراضيها، أي أن أمريكا راغبة ومؤيدة لكل ما يُقسم تركيا سواء على المدى المنظور أو على المدى البعيد.
 
 وأيضا يحاول وزير الخارجية الأمريكي أن يرسل تهديدا مبطنا لتركيا التي تدعم الرئيس الفنزويلي مادورو ضد الانقلاب الأمريكي، أنه "في حال الاستمرار بدعم مادورو فنحن سنزيد دعم كل من يهدد وحدة تركيا".
 
ولكن ما نسيه بومبيو أن تركيا اليوم لم تعد تركيا القديمة التي كانت تخضع لبلاده وأموامرها وتوجيهاتها، ما نسيه وزير الخارجية الأمريكي أن تركيا الجديدة أصبحت قادرة وبقوة على حماية شعبها وأرضها، فطعامها وسلاحها ولباسها وتكنولوجيتها أمور أصبحت تركيّة بامتياز دون الحاجة لمن يضمر الشر لمنطقة الشرق الأوسط عامة وتركيا خاصة.
 
 ونذكر وزير الخارجية الأمريكي أيضا بوحدة الشعب التركي التي واجهت مشاريع التقسيم من قبل، فكان الانتصار في حرب الاستقلال وكانت وحدة تركيا، وعلى الوزير الأمريكي الداعم للانقلابات هنا وهناك، ألا ينسى أيضا أن هذه الوحدة مازالت موجودة عند الشعب التركي، وبالتالي فإن مشاريع دعم الإرهاب والانقلابات والفوضى لن تنجح في تركيا سواء دعمتها أمريكا أو أي نظام في العالم.
 
 على من يحلم ـ سواء يقظة أو مناما ـ بتقسيم تركيا أو تخريبها أو تدمير عدالتها وتنميتها... على هؤلاء أن يستيقظوا ليجدوا الحقيقة أمام أعينهم أن تركيا أصبحت اليوم قوة اقتصادية وسياسية عالمية لا يمكن تجاهلها ولا يمكن إغفال رأيها.
 
 إستيقظوا من أوهامكم... فتركيا قادمة لتدمير مشاريعكم التقسيمية المخالفة لرغبات شعوب المنطقة، وتركيا مصممة على ضرب التنظيمات الإرهابية التي دعمتموها بالسلاح والعسكر والسياسة والإعلام والمليارات.
 
 لن تستيقظوا يوما على تقسيم تركيا أو إبعادها عن شعوب المنطقة التواقة للحرية والديمقراطية والعدالة والتنمية... بل ستستيقظون بضرب مبرّح على رؤوسكم لتروا عكس ما كنتم تحلمون به.

عن الكاتب

حمزة تكين

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس