فاتح شكيركه – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

لماذا لا تتحرك الولايات المتحدة بسرعة في شرق الفرات؟

لماذا تتثاقل في مسألة الانسحاب أو التعاون في هذا الخصوص؟

ماذا يعني قول أنقرة "ننتظر تنفيذ التعهدات"؟

الإجابات عن هذه الأسئلة صدرت قبل يومين عن أرفع مسؤول، وبكل وضوح. 

خلال تصريحات أدلى بها إلى صحفيين، وردًّا على سؤال عن كيفية توفير الولايات المتحدة الحماية للمقاتلين الأكراد (يقصد بي كي كي)،  قال قائد القيادة المركزية الأمريكية جوزيف فوتيل: 

"نعمل من أجل حل هذا الموضوع. توفير الحماية لمن قاتلوا معنا وساهموا في أدائنا هذه المهمة يشكل محور كل جهود التخطيط المستمرة على الصعيدين العسكري والدبلوماسي". 

هذا هو السبب الحقيقي في تأخر الانسحاب، والتردد فيه. 

ما هو المحور الذي ذكره فوتيل في تصريحه: "يشكل محور كل جهود التخطيط المستمرة على الصعيدين العسكري والدبلوماسي"؟

إنه سلامة عناصر بي كي كي عقب الانسحاب الأمريكي.

يقول القائد الأمريكي إنهم يسعون لتشكيل كيان متوازن في المنطقة عقب انسحاب قوات بلاده. 

"هذا جزء هام من مخططاتنا المستمرة. لدينا مخططات بخصوص هزيمة داعش وانسحابنا من سوريا. وبطبيعة الحال أضفنا إليها حماية تركيا والحيلولة دون تعرضها لتهديدات من هناك (سوريا). كما أضفنا إليها توفير الأمن لمن قاتلوا معنا". 

تصريح جاويش أوغلو

ذكرتني تصريحات فوتيل هذه بما قاله وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو: "عندما تكون العلاقات وثيقة جدًّا مع التنظيمات الإرهابية يكون الانفصال صعبًا".

الحقيقة هي أن القائد العسكري الأمريكي الرفيع في المنطقة لا يعتبر عناصر تنظيم "ي ب ك" إرهابيين، وإنما مقاتلين حاربوا مع بلاده ضد داعش. 

لا تجد المسألة حلًّا لها لأن من يسعى فوتيل لحمياتهم بعد انسحاب بلاده من سوريا ويسميهم مقاتلين، هم فرع لبي كي كي الذي يهاجم تركيا. 

وبالمناسبة، قدم القائد الأمريكي معلومة هامة للغاية: "لم يستشرنا الرئيس عندما تخذ قرار الانسحاب".

ولهذا تتعنت وزارة الدفاع في مسألة الانسحاب من سوريا، وتتثاقل في تنفيذه.

هذه هي نتائج التقارب الكبير بين الإدارة الأمريكية والإرهابيين في عهد ما قبل ترامب. 

ما نفهمه هو أن المباحثات سوف تتواصل حتى الربيع القادم، لتمهد الطريق أمام استقرار في المنطقة بلا حرب. والطريق إلى ذلك هو وحدة التراب السوري. 

باختصار، أرى في الأفق مؤشرات أولية عن "عملية سلام" خالية من الحرب خلال الفترة القادمة.. ستكون هذه أخطر مهمة للقائد الجديد للقيادة المركزية، الذي سيستلم المنصب خلفًا لفوتيل. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس