كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

النظام الذي سيسود في شرق الفرات يهم مستقبل تركيا عن كثب. تهدف البنتاغون إلى إقامة نظام "مستقل- فيدرالي" يتحد في المستقبل مع شمال العراق ويتحول إلى دولة.

ستقيم واشنطن دولة لتنظيم "بي كي كي/ ي ب ك" الإرهابي، كما هو الحال بالنسبة لبارزاني. ولأن النظام السوري يعلم ما يمكن أن يصيبه، لا يعارض هذا "الحل".

يبدو أن دمشق تقبلت الحدود المرسومة حاليًّا على أراضي سوريا لأن البنتاغون عاقبت قوات الأسد في كل مرة حاولت انتهاك شرق الفرات. ستحدد مقاربة موسكو في هذا الخصوص موقف دمشق أيضًا.

يجري تنظيم "بي كي كي/ ي ب ك" في هذه الأوقات حوارًا مكثفًا مع موسكو، في إطار مساعيه لتأمين "حامٍ" جديد له، بعد أن رأى الخطر محدقًا به مع اتخاذ ترامب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.

قدم قادة "ي ب ك" إلى موسكو عرضًا بخصوص شرق الفرات يتضمن "حكمًا ذاتيًّا". من الواضح أن موسكو لم تعطِ الكثير من الأمل للتنظيم في هذه المباحثات.

الموقف الذي ستتخذه والسياسة التي ستتبعها روسيا بخصوص شرق الفرات مهمان للغاية، لأنهما يعنيان مستقبل سوريا، وتركيا عن كثب.

تدعم روسيا بشكل عام وحدة التراب السوري، لكن لا بد أنها تتصرف بشكل غير متزن إلى الحد الذي دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتصريح قبيل قمة سوتشي بأنه "لا يمكن تحقيق وحدة التراب السوري دون تطهير منبج وشرق الفرات من "ب ي د" و"ي ب ك"".

إذا كان هناك إجماع بين كل الأطراف بخصوص الحفاظ على وحدة التراب السوري، فيتوجب أن يكونوا متفقين أيضًا على مسألة تطهير منبج وشرق الفرات من تنظيم "بي كي كي/ ي ب ك".

لا بد من وقوف موسكو إلى جانب أنقرة في مسألتي تطهير منبج وشرق الفرات من الإرهاب، وتشكيل المنطقة الآمنة. تمثل مسألة شرق الفرات اختبارًا لموسكو.

بالنظر إلى نتائجها، تبعث قمة سوتشي الأخيرة على الأمل في هذا الخصوص. فأطراف القمة أعلنوا توافقهم على حماية مسار أستانة وتطهير سوريا من الإرهاب وتأسيس نظام سياسي جديد.

كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أظهر استلامه رسالة أردوغان من خلال قوله: "ينبغي أن يكون الهدف الرئيسي حماية التراب السوري. وهذا يسري على إدلب وعلى شرق الفرات معًا".

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس