ترك برس

في ذكرى مجزرة "خوجالي" الـ27، نشرت وكالة الأناضول الرسمية في تركيا تقريرًا يتضمن تفاصيل مروعة حول الانتهاكات التي قام بها الأرمن ضد مسلمي أذربيجان، في واقعة باتت تشكل وصمة عار تلطخ جبين الإنسانية والتاريخ البشري.

وأورد التقرير ما كشفه ملف التحقيق الذي أعده المدعي العام العسكري في أذربيجان، من فظائع مجزرة خوجالي التي ارتكبها الأرمن ضد المدنيين الأذربيجانيين في 26 فبراير/ شباط 1992.

ووفقًا للأناضول، أثبتت المعلومات الواردة في ملف التحقيق، والذي يتضمن إفادات ألفين و213 شخصًا ناجين من المجزرة وأكثر من 800 تقرير خبير ومصادر أخرى، أن الأرمن لم يكتفوا باحتلال الأرض فحسب، بل أقدموا على ذبح المدنيين أيضاً.

كما يحتوي ملف التحقيق على أسماء ضباط الجيش الأرميني الذين نفذوا مذبحة خوجالي، وكذلك أسماء 38 ضابطًا من أصل أرمني من مرتبات الفوج 366 (مشاة ميكانيكية) التابع للجيش السوفيتي المتمركز في المنطقة في ذلك الوقت.

وفي الوقت الذي وجه فيه ملف التحقيق تهم ارتكاب جرائم حرب للضباط المشار إليهم واعتبرهم مسؤولين عن الانتهاكات المذكورة، واظب الأذربيجانيون على المطالبة بتقديم قتلة 613 مدنياً إلى العدالة لمحاكمتهم.

كما يتضمن ملف التحقيق وصفًا لطريقة ارتكاب المذبحة التي باتت تشكل وصمة عار تلطخ جبين الإنسانية والتاريخ البشري، حسب الأناضول.

وتابع التقرير: لقد بدأ الأرمن، إبان تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 بمحاصرة مدينة خوجالي التي تضم المطار الوحيد في المنطقة، والاستيلاء على المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية فيها.

واعتبارًا من 25 فبراير/ شباط 1992، كثّف الأرمن هجماتهم على المنطقة بالتعاون مع الفوج 366 السوفيتي المتمركز قرب مدينة خانكندي الأذربيجانية.

قتل الأرمن بدم بارد، مئات المدنيين الأذربيجانيين وأقدموا على تعذيب الأسرى، ليرتكبوا عقبها واحدة من المذابح الأكثر دموية في القرن العشرين.

لقد أقدم الأرمن من خلال هذه المجزرة على قتل 613 مواطنًا أذربيجانيًا بينهم 106 امرأة، و70 من كبار السن، و63 طفلًا، فيما أسرت القوات الأرمينية ألفًا و275 أذربيجانيًا، 150 منهم في عداد المفقودين حتى اليوم.

نجا من هذه المجزرة 487 شخصاً أصيبوا بجروح بالغة، بينهم 76 طفلاً، فيما اختفت 8 عائلات بالكامل خلال المذبحة، وفقد 25 طفلاً كلا والديهما، فيما فقد 130 طفلاً أحد والديهما.

بالإضافة إلى ذلك، بلغت قيمة الأضرار التي لحقت بالدولة الأذربيجانية بسبب الاحتلال 170 مليون دولار.

إن فحوصات الطب الشرعي وشهادات الشهود على المذبحة، تثبت بوضوح تعرض سكان خوجالي لتعذيب وحشي على يد الأرمن، مثل سلخ جلد الرؤوس وقطع والأنف والآذان والأعضاء التناسلية وفقء العيون.

أظهرت الصور والتسجيلات المصوَّرة التي التقطت في ذلك الوقت، تعرض الضحايا لقطع رؤوس وحرق وبقر بطون النساء الحوامل، ما كشف هول المذبحة ووحشية المجرمين.

ووفقًا لأذربيجان، فإن ما حدث في خوجالي يعد انتهاكًا خطير لعدد كبير من الاتفاقيات الدولية وأبرزها، اتفاقية جنيف لعام 1949، واتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، واتفاقية الحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب والعقوبات اللاإنسانية والمهينة واتفاقية حقوق الطفل، وغيرها من الاتفاقيات.

وقد أوضحت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في قرارها الصادر 22 أبريل/ نيسان 2010، أن الأحداث التي شهدتها خوجالي، تعادل جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية.

وفي 26 فبراير/ شباط 1992، ارتكبت وحدات من الجيش الأرميني، مجزرة في منطقة خوجالي بإقليم "قره باغ"، الذي تحتله أرمينيا منذ ذلك الحين.

وتحتل أرمينيا منذ 1992، نحو 20 في المئة من الأراضي الأذرية، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي".

ومن خلال هذا الاحتلال، تسببت أرمينيا في تهجير نحو مليون أذري من أراضيهم ومدنهم، فضلا عن مقتل نحو 30 ألف شخص جراء النزاع بين الجانبين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!