فيردا أوزر – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

أظهرت مذبحة نيوزيلندا للعالم بأسره إلى أي درجة وصلت الإسلاموفوبيا واليمين المتطرف. نواجه موجة إرهاب عنصري جديدة تجتاح الكرة الأرضية من الغرب.

كراهية منتشرة

منذ زمن ومؤشرات هذه الموجة المسماة "القومية البيضاء" أو "الفاشية الجديدة" ملحوظة. زادت شدة الموجة مع تزايد الهجرة جراء الحرب السورية.

بداية هذه الحركة الفاشية كانت فردية، لكن مع مرور الوقت أصبحت منظمة ومنتشرة بشكل أكبر. في ألمانيا أصبحت بيغيدا (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) أكبر حركة سياسية اليوم.

أدت هذه الموجة إلى تحولات في العالم. خرجت من اليمين المتطرف الفرنسي، الذي كان هامشيًّا في الثمانينات، مارين لوبان عام 2017 كأقوى المرشحين للرئاسة في البلاد.

كما بلغ اليمين المتطرف في ألمانيا حد زعزعة كرسي المستشارة أنجيلا ميركل، وإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

موجة إرهاب جديدة

بيد أن مذبحة نيوزيلندا كشفت عن 4 عناصر جديدة اكتسبها "الإرهاب القومي الأبيض".

العنصر الأول: موجة الإرهاب هذه لم تعد تقتصر على أوروبا والولايات المتحدة، بل امتدت حتى نيوزيلندا التي لا يحمل معظم رجال الشرطة فيها السلاح وتعتبر من أقل البلدان تعرضًا للهجمات.

العنصر الثاني: أصبح بالإمكان الحديث عن إرهاب عنصري عالمي، ليس لأنه منتشر إلى هذا الحد على الصعيد الجغرافي فقط. فمراجع الإرهابي التي نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي جميعها دولية. وهذه المجموعات والأشخاص على تواصل مع بعضها البعض.

تجول الإرهابي الذي نفذ المجزرة في كل أنحاء العالم وعلاقاته في المناطق التي زارها تكشف هذه الشبكة.

العنصر الثالث: انتظام ونمو هذه الحركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، بدأ الإرهابي بث الهجوم في الفيسبوك قبل أن يشرع في إطلاق النار.

العنصر الرابع: التسلح، حيث أظهر تقرير حديث للاستخبارات البلجيكية أن زعماء الكثير من المجموعات اليمينية المتطرفة يحثون أنصارهم على التسلح القانوني أو غير القانوني.

تصورات خاطئة

يمر طريق القضاء على هذه الموجة العرقية من العقول. لأن العداء للمسلمين والأجانب ناجم عن تصورات خاطئة، يأتي في طليعتها ربط المسلمين بالإرهاب، والتصورات التي أفرزتها أزمة المهاجرين.

بحسب دراسة أجرتها شركة إيبسوس موري، يعتقد الإيطاليون أن اللاجئين يشكلون 30% من سكان بلادهم، في حين أن النسبة هي 8%.

كما يعتقد الفرنسيون أن نسبة المسلمين في بلادهم 31%، بينما تبلغ النسبة الحقيقية أقل من 10%. ويرى 61% من الأوروبيين أن أكبر تهديد هو الهجرة القادمة من البلدان الإسلامية.

لا بد من وضع ضوابط صارمة للغة التي يستخدمها السياسيون والإعلام في العالم بأسره في مواجهة العنصرية الخطيرة المتصاعدة بسرعة الضوء. قيام تركيا التي تمتلك روابط مع "العالَمَين"، بهذه المهمة سيكون مناسبًا وفعالًا.  

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس