فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

ترتكب الشعوب أحيانًا أخطاء فادحة تجاه التاريخ دون إدراك منها لحجم مسؤولياتها.

بحسب وضع البلد المعني وقوته، قد ينجم عن هذه الأخطاء نتائج تعكر صفو شعب أحيانًا، أو منطقة أحيانًا أخرى، أو العالم بأسره في أحيان ثالثة.

هذا الخطأ هو "التصويت لزعماء وضيعين وجهلة، لكن شعبويين". كلما زادت قوة البلد ارتفع حجم الخطأ الذي يرتكبه الشعب. 

المشهد الناجم عن الخطأ يمكن أن يصبح وصمة عار بالنسبة للعقلاء في ذلك البلد على المدى القصير، وللشعب بأسره على المدى الطويل. 

أكبر هذه الأخطاء في الآونة الأخير ارتكبه على الأغلب "الشعب الأمريكي". 

شعبوي أكثر بكثير من اللازم، جاهل إلى أبعد الحدود الممكنة، زعيم بلا مبادئ أكثر مما يتوقع من أي سياسي.. هذا هو ترامب الذي أصبحت تصرفاته تكلف العالم كثيرًا، وعلى الأخص للشرق الأوسط. 

بهدف التملق للوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، قال ترامب قبل أيام إن الوقت حان من أجل الاعتراف بالسيادة الكاملة لإسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة منذ سنين. 

بقدر ما هو سياسي هذا القرار، من الواضح أنه اقتصادي أيضًا. لأن الحديث يدور منذ مدة عن وجود احتياطيات هامة من الغاز الطبيعي تحت مرتفعات الجولان. 

من المؤكد أن إعلان ترامب هذا سيكون مصدر اضطراب جديد في المنطقة، لكن لا تتوقعوا حدوثه على الفور، لأني لا أنتظر من الملكيات التي باعت نفسها والأنظمة التي تأتمر بأمرها في الشرق الأوسط، أن تنبس ببنت شفة أو تبدي أي اعتراض. 

لكن ليس لدي أي شك بأن هذا الإعلان سوف يخلق أزمات شديدة الخطورة في المنطقة على المدى الطويل. 

ولا أشك أبدًا بأن هذه المشكلة التي سيثيرها ترامب سوف تكون مصدر خزي بالنسبة للشعب الأمريكي على المدى الطويل. 

أحيانًا يكون الانتظار في المسائل الدبلوماسية خير الحلول. 

كل ما كنت أتمناه ألا تبدي تركيا رد فعل أشد من اللازم. فقد ضقت ذرعًا جراء دفع تركيا ثمن مخازي الملكيات التي باعت نفسها في الشرق الأوسط. 

وفي الواقع كنت محقًّا في توقعاتي.

أبدت تركيا رد فعل شديد، والآن ندفع الثمن.

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس