فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

الأمور المعقدة أصلًا في الولايات المتحدة تزداد تعقيدًا. بدأ التوتر الاقتصادي مع فيروس كورونا وبلغ الغليان ذروته مع البطالة، التي سجلت معدلات قياسية، لتنفجر الأحداث مع مقتل مشتبه به من ذوي البشرة السوداء يدعى جورج فلويد خنقًا على يد شرطي أبيض. 

ومما زاد في طين الأحداث بلة موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يبدي أي تعاطف وجداني، شأنه في ذلك شأن جميع المعتلين اجتماعيًّا. 

في الحقيقة، هذا الوضع ليس جديدًا على الولايات المتحدة. فعنف الشرطة يشكل جزءًا هامًّا من تاريخ انتهاك حقوق الإنسان في البلاد، ويثور الجدل حوله منذ أكثر من قرن. 

تشهد الولايات المتحدة في كل عام ما يزيد عن مليون شكوى ضد عنف الشرطة، ويموت عشرات الأشخاص سنويًّا جراء هذا العنف. 

هناك سببان لانفلات الأمور من عقالها هذه المرة. أولهما الأوضاع الاقتصادية حيث يبلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من 40 مليونًا، ونسبة البطالة 20 بالمئة. يسود التشاؤم بخصوص المستقبل. 

أما السبب الثاني فهو رئيس معتل اجتماعيًّا يصب الزيت على النار. 

ما تخشاه الولايات المتحدة الآن هو خروج الأمريكيين العنصريين المؤيدين في معظمهم للحزب الجمهوري، إلى الشوارع.

فإذا حدث ذلك ستصبح التوقعات باندلاع أحداث عنف شديدة في الولايات المتحدة واحتمال انقسام البلاد، حقيقة واقعة. 

هل تدرك المعارضة في بلادنا ما يحدث في الولايات المتحدة!

رغم أن ما يحدث في الولايات المتحدة لا يهم تركيا إلا أن هناك من يشعرون بتعاطف وجداني، ومن يشبهون الأحداث التي تقع في البلدين في أوقات مختلفة ببعضها.

لكن هناك حقيقة وهي أن الشباب على الأخص في تركيا لا يقفون غير مكترثين بأحداث الولايات المتحدة. ولأن الإعلام التركي لا يغطي التفاصيل يتابع الشباب المهتم الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

ومهما كان توجهه السياسي أو انتماؤه الاجتماعي يتعاطف جزء كبير من شبابنا مع فلويد، بل إنني لاحظت أن الكثير من الشباب يؤيدون شعار "ACAB" أو "كل رجال الشرطة أوغاد".

لكن ما يستعصي على الفهم هو عدم إبداء أحزاب المعارضة في تركيا أدنى تعاطف أو مسؤولية. 

لم تخرج من فم أي زعيم من زعماء أحزاب المعارضة كلمة واحدة بخصوص ما يدور في الولايات المتحدة. 

لم يصدر أي تصريح بصوت عالٍ ينتقد ترامب ويقف إلى جانب حقوق الإنسان. 

أتساءل، يا ترى هل تخشى معارضتنا من فقدان دعم الولايات المتحدة في الانتخابات، وهو دعم غير موجود أصلًا يعتقد بعض البلهاء بأنه مؤثر على النتائج.

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس