غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

عند كتابة هذه السطور كان الدولار بحدود 5.60 ليرة.

أحد أسباب ارتفاعه هو التالي:

بحسب الرواية الإسرائيلية، سقط صاروخ أطلقته حماس على تل أبيب.. هناك سبعة جرحى.

هذا يعني تصعيد أكبر بين إسرائيل- سوريا- إيران.

أشعل ترامب فتيل التصعيد بإعلانه "حان الوقت للاعتراف بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان".

بينما تضع الحرب السورية أوزارها ويجلس الأطراف إلى الطاولة من أجل الدستور الجديد، يبدو أن إسرائيل بدأت التحرك من أجل الحصول على حصة كبيرة من كعكة الجولان.

وبطبيعة الحال بعد الحصول على دعم الولايات المتحدة.

هناك طرح آخر يقول إن الغاية هي تقديم هدية لنتنياهو، عبر هذه الحصة من الكعكة، قبل الانتخابات في إسرائيل. وهذا ما يشكل رياحًا قوية تدفع سفن نتنياهو في رحلته نحو صناديق الاقتراع.

التصور بأن تركيا ستجابه هذه الرياح وإمكانية توتر العلاقات التركية الأمريكية أدى للهرولة إلى شراء الدولار..

***

أحد الأسباب أيضًا هو توجيه بنك جي بي مورغان، أحد أكبر البنوك الأمريكية، عملاءه نحو شراء الدولار.

أعد البنك تقريرًا أعلن فيه توقعاته بخصوص سعر الدولار مقابل الليرة (لم يتجاوز حتى 6 ليرات).

بحسب أنقرة، فإن التقرير "خادع وغايته المضاربة.. ووجه العملاء لبيع الليرة وشراء الدولار".

هذا على الصعيد الخاص، أما على الصعيد العام..

تعد البنوك تقارير اقتصادية من أجل عملائها، وتقدمها لهم.

التقارير الخادعة يكون عقابها فقدان العميل في حال تعرضه لأضرار.

رغم أن البنك سيفقد عمليه إذا خسر هذا الأخير، إلا أنه يلحق الضرر، سواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد، بعملة واقتصاد البلد المذكور في التقرير.

وللأسف، ليس هناك مؤسسة دولية تراقب هذه الحالة. هكذا يسير النظام.

أما من يتعرض للخسارة فهو ليس العملة الوطنية والاقتصاد الوطني وحكومة البلاد فحسب، بل ملايين المواطنين.

التقرير اعتمد في توقعاته على عمليات بيع البنك المركزي احتياطاته من العملة الصعبة في الأسابيع الماضية..

لم تكن مبيعات مبالغ بها. وكما ذكر البنك المركزي في بيانه أمس، فإنه تدخل بشكل يتناسب مع سير الحياة الاقتصادية.

***

هناك سلسلة من القضايا التي يحتمل أن تثير اضطرابات في العلاقات مع الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة. ينبغي على تركيا اتخاذ موقف تجاه هذه القضايا الحساسة بموجب المبادئ الأساسية والمصالح القومية.

لكن علينا الأخذ بالحسبان أن الأصداء الاقتصادية للمواقف تؤثر على المواطن، وبالتالي ينبغي علينا اجتياز هذا الوادي مع إبداء عناية تامة بالتحكم بشدة صوتنا.

لأن الصوت العالي قد يحدث انهيارات في الوادي..

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس