ترك برس

عبّر مسؤولن اقتصاديون ورجال أعمال أتراك عن استعدادهم لتعزيز التعاون مع العالم العربي من خلال تبادل الخبرات والتجارب في جميع القطاعات، نظرًا للتطور النوعي الذي حققته تركيا في الأعوام الأخيرة بمجالات شتى مثل الصناعات الدفاعية والعقارات والأغذية والنسيج والبنية التحتية.

جاء ذلك على هامش "قمة الأعمال العربية التركية" التي نظمتها جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (موصياد) في مدينة إسطنبول التركية وسط مشاركة عربية لافتة، بهدف مد جسور التواصل بين رجال الأعمال العرب والأتراك، وتعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين.

رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (موصياد)، عبد الرحمن كآن، قال إن تركيا تتمتع بعلاقات قوية وتاريخية مع المنطقة العربية وقد حافظت منذ أعوام طويلة على روابط المحبة، رغم جميع المساعي الرامية إلى قطع التواصل بين الطرفين.

وأضاف كآن: "نعمل وفق مفهوم التجارة العادلة والموثوقة، وهدفنا الأساسي هو أن نربح جميعًا.. فنحن نشارك أشقائنا العرب التاريخ وتعد المنطقة العربية بالنسبة لنا كرجال أعمال أتراك منطقة تجارية هامة للغاية".

وشدّد على أنهم يريدون "نقل خبرات تركيا إلى الدول العربية، وتعزيز التعاون معها على أساس مراعاة المصالح الاقتصادية المتبادلة".

وأوضح كآن أنه رغم القرب الجغرافي والروابط القوية المتجذرة، فإن العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول العربية ليست بالمستوى المطلوب. وأكد على ضرورة تطوير التجارة بين الدول الإسلامية.

وحضر المؤتمر الاقتصادي نحو 700 رجل أعمال عربي، إضافة إلى عشرات من نظرائهم الأتراك، ممثلين عن 150 شركة عربية وتركية، وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية.

ويهدف المؤتمر، المقام في معرض "موصياد" بالمقر العام للجمعية إلى مد جسور التواصل بين رجال الأعمال العرب والأتراك، وتعزيز العلاقات التجارية بين شركات الجانبين.

ووصل عدد فروع جمعية "موصياد" أكثر من 206 فروع في 76 دولة، خلال العام المنصرم. وساهمت الجمعية بشكل كبير في تنمية الاقتصاد التركي منذ بداية تأسيسها عام 1990.

ولعبت دورا في تسويق المنتجات المحلية إلى قارات العالم، من خلال استقبال الهيئات التجارية من خارج تركيا، وإقامة المنتديات والمعارض المحلية والدولية.

إلى جانب افتتاح عشرات المكاتب التمثيلية في دول العالم، وعقد اللقاءات الثنائية مع رجال أعمال من داخل البلاد وخارجها.

بدوره قال رئيس غرفة تجارة إسطنبول شكيب أوداغيتش، إن الرأي العام التركي لا يملك ما يكفي من المعلومات حول الاستثمارات العربية، وكذلك المستثمر العربي ليس لديه معلومات كافية حول قوانين الأعمال الفرص الموجودة في تركيا بشكل عام.

وتابع مخاطبًا المستثمرين العرب: "غرفة تجارة إسطنبول هي غرفتكم أيضًا.. وأبوابها مفتوحة أمامكم دائمًا لأن أي استثمار عربي في تركي يعد أملًا بالنسبة لمستقبل المنطقة ومهمتنا نحن هي ضمان أن يكبر هذا الأمل".

وأكّد على أن تركيا ليست هي المستفيد الوحيد من الاستثمارات العربية التي تنفذ في أراضيها، وإنما العالم الإسلامي بأكمله يستفيد منها، ويجب على الأتراك والعرب أن يتخذوا خطوات مشتركة من أجل المستقبل.

أمّا نائب وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي، فقال إن الاستثمار في بلاده نابض بالحياة، وأن جميع المشاريع التي تستقطبها ستدر أرباحًا.

وأضاف نباتي أن تركيا توفر الأمن والدعم لجميع الاستثمارات؛ بما في ذلك الإعفاءات الضريبية؛ وتمنح الجنسية للمستثمرين الأجانب، في حال استوفوا الشروط المطلوبة.

وازداد بشكل ملحوظ، في الآونة الأخيرة، عقد معارض ومؤتمرات في تركيا تشمل مختلف القطاعات، بتشجيع ورعاية رسمية، لا سيما من الرئيس رجب طيب أردوغان.

وتهدف المعارض والمؤتمرات إلى بناء جسور تواصل اقتصادي بين الشرق والغرب، وجمع رؤوس الأموال والشركات والأسواق تحت سقف واحد، لبناء شراكات اقتصادية قائمة على المصالح المتبادلة.

من جهته قال رئيس منتدى الأعمال إيرول يارار، إن تركيا تحتضن العديد من رجال الأعمال المسلمين على خلفية الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف يارار: "إننا مضطرون لتعزيز الروابط بين التجار المسلمين، مثلما فعل رسول الله صلى عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين"، مشيرًا إلى الظروف الصعبة التي يعاني منها المستثمر العربي في بلاده.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!