ترك برس

أعرب القيادي في "الجيش السوري الحر"، مصطفى سيجري، عن رفضه فكرة أنّ المعارضة السورية رهنت قرارها وإرادتها لدى الأتراك، وباتت تابعة لهم، مؤكداً أنّ "العلاقة مع تركيا مبنية على الأخوّة والمصالح المشتركة".

وقال سيجري، في مقابلة مع صحيفة العربي الجديد، إن "تركيا عمقنا الاستراتيجي، وحليف شعبنا القوي والصادق في حربنا المشتركة ضدّ الإرهاب، وهي لا تتدخل في الشأن الداخلي، ويربطنا بها تاريخ طويل وعلاقات مميزة، وحدود مشتركة طولها أكثر من 900 كيلومتر".

وأضاف أن "تركيا تحتضن على أراضيها أكثر من 4 ملايين مواطن سوري، واليوم تعتبر شريان الحياة الوحيد للشمال السوري، ولا يمكن التفريط بالعلاقة معها ولا عرضها للنقاش".

ويقول سيجري إنّ "العمل ما زال متواصلاً من أجل حلّ ملف مناطق شمال شرق سورية، والمفاوضات ما زالت مستمرة"، مشيراً إلى أنّ "الخيار العسكري موجود على الطاولة، والجيش الوطني التابع للمعارضة على أهبة الاستعداد للبدء في العمليات العسكرية إلى جانب الحلفاء في الجمهورية التركية".

ويشدد على أنّ المعارضة السورية المسلحة "لن تسمح باقتطاع أي جزء من الأراضي السورية"، مضيفاً "طرد حزب العمال الكردستاني وقياداته غير السورية واجب في المرحلة المقبلة".

وتعتبر المعارضة السورية "وحدات حماية الشعب" التي تسيطر على منطقة شرقي الفرات، نسخة سورية من "حزب العمال الكردستاني" المصنّف من قبل بعض الدول، بينها تركيا، في خانة التنظيمات الإرهابية.

ويشير سيجري، إلى أنّ التأخير في العملية العسكرية في شرقي الفرات "سببه المفاوضات واللقاءات القائمة بين كل من واشنطن وأنقرة"، مضيفاً "التوصل إلى حلّ سلمي بعيداً عن المعارك العسكرية، يفضي إلى إخراج المجموعات الإرهابية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني خارج الأراضي السورية، وعودة مئات الآلاف من المهجرين قسراً بسبب جرائم قسد، هو مصلحة عظيمة".

ويعرب عن اعتقاده بأنّ البديل الوحيد عن العملية العسكرية "هو إنجاح المفاوضات بالشكل المطلوب"، مضيفاً "الانقسام الحاصل في الرؤية الأميركية للمنطقة بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص، دفع إلى تعقيد المشهد".

ويقول سيجري إنّ "المعارضة لا تزال تثق بأنّ هناك تياراً داخل الإدارة الأميركية يدرك خطورة استمرار الدعم الأميركي لصالح المشروع الانفصالي لحزب العمال الكردستاني، كما يدرك أهمية التوصّل إلى اتفاق كامل مع الحلفاء في تركيا، يلبي آمال وتطلعات الشعب السوري بمختلف مكوناته".

وبالنسبة إلى القيادي السوري المعارض، "يجب أن تقف واشنطن على مسافة واحدة من مكونات الشعب السوري، وتدعم حركة التغيير الوطني، ووحدة الأراضي السورية، وتساعد في إنهاء حقبة بشار الأسد، ونظامه الإرهابي".

ويؤكد سيجري أنّ ملف مدينة تل رفعت ومحيطها في ريف حلب الشمالي، والتي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية منذ بداية عام 2016، "لا يزال عالقاً بسبب التعنت الروسي".

وأشار إلى أنّ روسيا التي ساعدت "الوحدات" في السيطرة على هذه المنطقة "تستخدم حزب العمال الكردستاني هناك كورقة ضغط على الأشقاء في تركيا".

إلى ذلك، لا تزال محافظة إدلب ومحيطها في واجهة المشهد السوري، في ظلّ تصعيد وتهديد النظام وحلفائه بالقيام بعمل عسكري واسع النطاق ضدها، خصوصاً أنّ هذا الملف لم يشهد انفراجاً مهماً، بسبب تباين الرؤى بين الروس والأتراك حول مصير المنطقة.

وفي هذا الصدد، يؤكّد سيجري أنّ "روسيا لا تزال تدفع باتجاه فرض النظام كامل سيطرته على إدلب ومحيطها". ويضيف "لكن الموقف الثابت للحلفاء في الجمهورية التركية ورفضهم أي عمل عسكري، حفاظاً على سلامة وأرواح المدنيين، قيّد الطموحات الروسية".

ويتابع بالقول "إلا أنه من الواضح أن الروس لن يسلموا للأمر الواقع بهذه السهولة. بالنسبة لنا وللحلفاء الموقف واضح ونهائي، لن نتساهل في الحفاظ على كامل المنطقة وحمايتها، ومواجهة أي تصعيد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!