محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

عقب قرار اللجنة العليا للانتخابات بشأن إعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، تبين أن لدينا الكثير من الوقت. فالمشاركون في جميع برامج النقاشات التلفزيونية أمضوا أوقاتًا بلا حساب وهو يضيفون حيثيات أخرى إلى حيثيات القرار. 

وكأن كل هذه النقاشات سوف تغير في النتيجة.. أو كأن كل هذا الجدل كان بمقدوره إلغاء قرار إعادة الانتخابات في 23 يونيو.

جدل عقيم

هذا هو حالنا.. نحب كثيرًا أن نضع نتائج جديدة ومختلفة من بنات أفكارنا عوضًا عن تقبل النتيجة الحاسمة. 

الأسوأ من ذلك أن البعض منا يتقبل النتائج الخيالية التي يضعها بنفسه، عوضًا عن النتائج الحاسمة المشروعة والسارية المفعول.

أليس المثال الأوضح على هذا الحال هو اتهام رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية أعضاء اللجنة العليا للانتخابات بأنهم "عصابة"؟ 

لو كان تصرف قلجدار أوغلو المعيب هذا منطقيًّا أما كان له أن يوقف انتخابات الإعادة المزمعة في 23 يونيو؟ 

آراء مختلفة

لن تكون قرارات القضاء على أي حال عرضة للنقاش يومًا ما كما تُناقش الأهداف في مبارايات كرة القدم.

بينما يقف في مواجهتنا كل هذا الكم من المشاكل في السياسة الداخلية والخارجية للبلاد، ليس منطقيًّا أن تهدر الأوساط التي تصوغ الرأي العام الوقت في معالجة نقاشات عقيمة. 

وفي النهاية، سيأتي اليوم الذي نعلم فيه أن آراء أكبر أحزاب المعارضة في تركيا بخصوص مشاكل السياسة الخارجية الماثلة أمامنا، مختلفة عن آراء الحكومة. 

 منظومة إس-400 وحزب الشعب الجمهوري

على الأغلب أتى ذلك "اليوم" المرتقب. لأن نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أونال تشويك أوز أعلن عن وجهات نظر حزبه إزاء القضايا الشائكة في السياسة الخارجية. 

تشوبك أوز طالب بتشكيل لجنة مشتركة بين الناتو وتركيا، وبوقف صفقة منظومة إس-400 إلى حين إنهاء اللجنة المذكورة أعمالها. 

وقال تشويك أوز: "نقترح تأجيل نشر صواريخ إس-400 إلى حين انتهاء أعمال هذه اللجنة".

إعادة السفراء الأتراك 

وأفاد تشويك أوز أنه سيكون من الصواب حل مشكلة التوازنات المائلة في غير صالح تركيا عن طريق الدبلوماسية والمصالحة، مقترحًا إقامة حوار مع إسرائيل وقبرص الجنوبية ومصر واليونان. 

وأضاف: "من أجل تغيير الوضع الذي ليس في صالح تركيا حاليًّا، ينبغي عليها أن تعيد سفراءها إلى دمشق وتل أبيب والقاهرة".

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس