ترك برس

تناولت تقارير إعلامية أبعاد التهديدات الصادرة عن قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ضد تركيا على خلفية قيامها بأعمال تنقيب عن الطاقة بسفن متطورة، في مياه البحر الأبيض المتوسط.

وفي وقت سابق، أعرب قادة الاتحاد الأوروبي عن أسفهم "لأنّ تركيا لم تستجب بعد للنداءات المتكرّرة" بشأن وقف أنشطة التنقيب عن الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب وكالة فرانس برس، هدّد الاتّحاد الأوروبي تركيا بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف عملياتها "غير القانونية" للتنقيب عن الغاز قبالة "سواحل قبرص".

وقالت الوكالة إنه بعد ساعات على إرسال أنقرة سفينة ثانية للتنقيب عن الغاز في المتوسط، تحمل اسم "ياووز"، جدّد قادة الاتّحاد خلال قمّة في بروكسل التأكيد على "إدانتهم أنشطة الحفر غير القانونية" التي تقوم بها تركيا.

وقال القادة في البيان الختامي إنّهم "أعربوا عن أسفهم لأنّ تركيا لم تستجب بعد للنداءات المتكرّرة من الاتحاد الأوروبي لوقف مثل هذه الأنشطة".

الباحث الاقتصادي أحمد مصبح، رأى أنه في حال لجأت أوروبا لفرض عقوبات أي عقوبات اقتصادية ضد أنقرة فإن الخسائر ستكون مشتركة، كون الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لتركيا، وتركيا الشريك التجاري الخامس للاتحاد الأوروبي.

وقال مصبح: "ليس من مصحلة الاتحاد الأوروبي زعزعة الاقتصاد التركي (خاصة وأن مئات المليارات من الديون المستحقة على القطاع الخاص التركي، تعود للبنوك الأوروبية، وبالتالي فرض أي عقوبات يمثل تهديدا غير مباشر للمراكز المالية في تلك البنوك).

وأضاف: "كما أنه ليس من السهل على المستثمرين الأوروبين العاملين في تركيا، والذين يملكون استثمارات بمئات المليارات في قطاعات مختلفة، فضلا عن أن تركيا تملك ورقة المشاريع التركية (ورأس المال البشري التركي) الممتددة في معظم الدول الأوربية.

وأشار مصبح، في حديث لصحيفة "عربي21"، إلى أن تركيا على الصعيد السياسي تملك ورقة اللاجئين، وأي عقوبات أوروبية ضد تركيا، يعنى تجميد اتفاق اللاجئين، الأمر الذي سوف يخلق أزمة حقيقية لدول الاتحاد الأوروبي.

وعن طبيعة العقوبات المحتملة التى تملك أوروبا فرضها على تركيا، قال مصبح، أبرزها على المستوى الاقتصادي "تجميد بعض الاتفاقيات الجمركية الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ووقف المعونات المتعلقة بملف اللاجئين (والتى قللت تركيا من حجمها وأهميتها مرارا وتكرارا)..

هذا إلى جانب سحب الاستثمارات الأجنبية (الأوروبية) من تركيا، والتى تمثل قرابة 60 من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في تركيا، وتقليص حجم التبادلات التجارية مع تركيا".

وأردف: "سياسياً، ربما تتطرق إلى تجميد ملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتأييد عقوبات واشنطن ضد أنقرة، المتعلقة بإبرام صفقة الصواريخ الروسية (أس-400)".

والخميس، أبحرت سفينة "ياووز" التركية للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، إلى البحر الأبيض المتوسط من ولاية قوجة إيلي، شمال غرب البلاد.

وخلال مراسم انطلاق السفينة وهي الثانية من نوعها، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز إن أعمال التنقيب التي ستقوم بها سفينة ياووز ستصل إلى عمق 3 آلاف و300 متر في بئر "كارباز -1"، الواقع في خليج غازي ماغوستا، بجمهورية شمال قبرص التركية.

وأوضح دونماز أن سفينة "ياووز"، المتخصصة بالتنقيب العميق، ستجري أولى تنقيباتها في البحر المتوسط، في الخليج المذكور، وستنهي عملها في غضون 3 أشهر تقريبًا.

وأكد أن تركيا ستواصل أعمال التنقيب في جرفها القاري وفي القطاعات البحرية التي حصلت على ترخيص بالتنقيب فيها من جمهورية شمال قبرص التركية.

وكانت شركة النفط التركية (TPAO)، أعلنت في وقت سابق توسيع مساحة أعمال التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط، عام 2018، لتصل إلى 9 آلاف و342 كيلو مترا مربعا.

وقالت الشركة، في تقرير لها صدر مؤخرا بشأن عملياتها خلال العام الماضي، إن مساحة البحث والتنقيب ثلاثي الأبعاد زادت في 2018 بنسبة 41 بالمئة مقارنة بعام 2017.

وأضاف التقرير، أن المساحة التي أجرت فيها الشركة أعمال البحث عن مصادر الطاقة في البحر المتوسط، خلال 2017، بلغت 6 آلاف و617 كيلو مترا مربعا.

وأفاد بأن الشركة حصلت، العام الماضي، على 67 رخصة جديدة للبحث والتنقيب، ليرتفع العدد إلى 2016 رخصة. بسحب وكالة الأناضول التركية الرسمية.

وزاد عدد الآبار الجديدة التي حفرتها الشركة في البر، خلال 2018، من 18 إلى 24، وأجرت عمليات تنقيب في 69 بئرا.

وتعهد الرئيس رجب طيب أردوغان، بأن تركيا "ستحمي بكل ما تمتلك من قوة" سفنها الناشطة في أعمال تنقيب شرق البحر المتوسط.

وقال: "نحن نواصل وسنواصل عمليات التنقيب في المساحات المخصصة لنا داخل المناطق الاقتصادية الخالصة في مياه شرق المتوسط".

وبيّن أن تركيا لديها حاليا 4 سفن شرق المتوسط؛ اثنتان للتنقيب واثنتان للحفر، بعد أن كانت تعاني مشاكل كثيرة في السابق بسبب صعوبة استئجار السفن، وهي اليوم تجري عملياتها بسفنها الخاصة.

وتابع الرئيس أردوغان: "ليعلم من يحاول القيام بأي حركة شرق المتوسط تجاه سفننا، أننا موجودون هناك بقواتنا البحرية والجوية، ونعمل على حمايتها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!