ترك برس

تستعدُّ الجامعات التركية لإطلاق أول أقسام الذكاء الاصطناعي لتدريب مهندسي المستقبل. فحسبما أكّد المستشار هالوك أوزان، من جامعة هاجيتّيبة التي تتّخذ من أنقرة مقرًّا لها، ستقوم الجامعة بافتتاح أول قسمٍ هندسيٍّ في مجال الذكاء الاصطناعي في تركيا.

وقال أوزان: "تمّ إدراج قسم هندسة الذكاء الاصطناعي لدينا في دليل التفضيل لمؤسسات التعليم العالي (YKS) الذي أعلن عنه مجلس التعليم العالي (YÖK) الأسبوع الماضي".

يُظهر القرارُ أن الذكاء الاصطناعي يمثّل أولويةً أكاديميةً بالنسبة لتركيا. ومع افتتاح هذا القسم، سيتمُّ إعداد خبراء الذكاء الاصطناعي على مستوى المرحلة الجامعية وستصل تركيا أكاديميًّا إلى مستوى الجامعات الرائدة في هذا المجال عالميًا.

سيقبل القسم مبدئيًّا 30 طالبًا في شهر أيلول/ سبتمبر 2019، كأول دفعة من مهندسي الذكاء الاصطناعي في تركيا.

وفي حديث مع صحيفة ديلي صباح، أجاب البروفسور محمد أوندار إيفي من القسم عن بعض الأسئلة المتعلّقة بهذا القسم.

لماذا يُعتبر هذا القسم مهمًّا؟ وما هي إمكاناتُ العمل في هذا المجال في بلدنا؟

يقول إيفي: "يشتملُ برنامج هندسة الكمبيوتر الخاصّ بنا حاليًّا على دوراتٍ اختياريةٍ تقنيةٍ يمكن تضمينها في مجال الذكاء الاصطناعي، ويمكن للطلاب أخذ هذه الدورات ونيل شهادة جامعية. وفي القسم الجديد، نوفّر للطلاب الفرصة للتخصّص في المرحلة الجامعية الأولى عن طريق اتباع منهج هندسة الكمبيوتر الذي يركّز على الذكاء الاصطناعي".

من يجب أن يختار القسم؟ ما هو مكانه في الأكاديمية والقطاع الخاص؟ 

"هناك حاجة لقوة عاملة مدربة في هذا المجال في كلٍّ من الأكاديميا ومختبرات البحوث وكذلك القطاع. عند النظر في هذه الحاجة، نتوقّع أن يتمَّ الترحيبُ بخرّيجينا باهتمامٍ كبيرٍ سواءً في الأوساط الأكاديمية أو في القطاعات العملية مع التعليم الجيّد الذي يتلقّونه على المستوى الجامعي، ومن المحتمل جدًّا أن يواصلوا الدراسات الجامعية التي أكملوها في الأوساط الأكاديمية مع برامج الدراسات العليا الخاصة في كلٍّ من تركيا والخارج، بالإضافة إلى أن المعرفة التي اكتسبها خرّيجونا في مجال الذكاء الاصطناعي ستكون ميزة لهم عند البحث عن عمل في هذا القطاع. ستُتاح لطلابنا الفرصة لدراسة متعددة التخصصات يمكن توجيهها بعد التخرج".

ماذا سيحتوي منهج هذا القسم؟ ما هو الفرق بينه وبين هندسة الكمبيوتر؟

"يضم برنامج هندسة الذكاء الاصطناعي برنامج هندسة كمبيوتر يركز على الذكاء الاصطناعي. وسيكتب في شهادات خريجينا أن "هذا الطالب قد تخرّج من برنامج البكالوريوس في هندسة الذكاء الاصطناعي للطلاب الجامعيين". سيدرس طلاب السنة الأولى المسجّلون في كلا البرنامجين منهجًا مشتركًا. وسيبدأ الطلاب المسجّلون في برنامج الذكاء الاصطناعي في التخصّص في الذكاء الاصطناعي في السنة الثانية من خلال مواد AIN211 مبادئ الذكاء الاصطناعي، وAIN200 للحاسوب والأخلاقيات، وAIN212 أساسيات التعلم الاصطناعي، وAIN214 مختبر التعلم الاصطناعي، وAIN311 أساسيات علوم البيانات، وAIN313 مختبر علوم البيانات، وAIN312 اللغات الرسمية والنظرية الآلية، وهي كلها مواد إجبارية بالإضافة إلى شروع التصميم للخرّيجين. ولدينا في المناهج الدراسية الحالية مواد اختيارية تقنية تركّز على "الإدراك واللغة"، و"البيانات الضخمة والتعلم الاصطناعي"، و"الذكاء الاصطناعي الطبي"، و"صنع القرار والروبوتات". وفي المستقبل القريب، سيتمُّ توسيع نطاق هذه الدورات من خلال دوراتٍ جديدةٍ للطلاب الجامعيين".

وأضاف البروفسور: "تتّخذ الولايات المتحدة والصين خطواتٍ مدروسةً للغاية في هذا المجال. ونحتاج لإدخال تركيا إلى هذا المجال وإيصالها إلى موقع الريادة، كان من الضروريّ أن تقوم إحدى الجامعات في بلدنا بوضع أرضية مؤسسية لهذه العملية. وهذا هو سبب افتتاح البرنامج. في رأيي، كانت البداية في المكان المناسب. نقبل في القسم 30 طالبًا في الوقت الحالي، وسيتمُّ اتّخاذ قرار لتوسيع القسم في الفترة اللاحقة من قبل مجلس التعليم العالي".

وتابع قائلًا: "قمنا بدراسة مناهج من الخارج في أثناء إعدادنا للمناهج الدراسية. أدعم فكرة ضرورة قيام القطاع الخاص بكتابة المناهج الدراسية. حقيقة أن أكبر الشركات في العالم هي شركات تكنولوجيا المعلومات اليوم، تشير إلى أن القطاع الخاص سيؤدي دورًا مهمًّا في هذا المجال. وسيتمُّ إنشاء مجلسٍ للذكاء الاصطناعي قريبًا، وسنتعاون مع القطاع الخاص في هذه المرحلة، وسنوسّع المنهج الأوّليّ لهندسة الذكاء الاصطناعي بحيث يشمل دروسًا مثيرةً جدًّا للاهتمام في المستقبل القريب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!