صالح تونا – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

كما أننا لم نتراجع عن أمننا القومي بدعوى أن الولايات المتحدة وجهت لنا التهديدات يخصوص منظومة إس-400، لن نتخلى عن "وطننا الأزرق" لأن الاتحاد الأوروبي تفوه بالترهات. 

مسارنا في الاستقلال التام هو ألا نفقد الثقة بنفسنا، وألا يغلبنا الحماس، أن ندرك قوتنا ونتبع سياسة خارجية حكيمة. من المؤكد أنه سيكون هناك ثمن للسير على طريق "الاستقلال التام لتركيا".

من لا يخاطرون بحياتهم ثمنًا للاستقلال لا يمكنهم أن يكونوا أحرارًا. بل إنهم لا يكونون مواطنين على الأرض التي يطأونها، وإنما مستأجرين لها على أكثر تقدير.

***

كما تعلمون، عندما بدأنا عمليات التنقيب عن النفط والغاز في "وطننا الأزرق" بسبب حاجتنا للطاقة، أعرب الاتحاد الأوروبي عن انزعاجه أولًا، والآن اتخذ قرارًا بفرض عقوبات على تركيا كي تتراجع. 

إذا قاومنا سيكون هناك ثمن ندفعه على المدى القصير، لكن من غير الممكن أن لا نقاوم. للأسف أن هناك معارضة "متخاذلة" تعتقد أن كل شيء سيكون رائعًا إذا ساءت الأمور بالنسبة لتركيا. 

يدعم الجناح السياسي لتنظيم "غولن" هذه المعارضة في كل مكان وعند أي فرصة. هذا ما يشير إليه انشقاق أعضاء من حزب العدالة والتنمية اليوم، ومن حزب الحركة القومية بالأمس. 

بطبيعة الحال، لا يمكنكم رؤية هذه الإشارة إذا كنتم تعتبرون "غولن" تنظيمًا مستقلًا عن الولايات المتحدة. باستثناء الحمقى، يعلم الجميع أن تنظيم غولن لا يستطيع فتح دكان بلا علم الولايات المتحدة، وليس تنفيذ محاولة انقلابية في تركيا أو فتح مئات المدارس الخاصة في أمريكا.

***

أحدهم يسأل، وهو محق تمامًا: لماذا تدعم الولايات المتحدة حزب الشعب الجمهوري بينما تسعى لتمزيق حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية؟ 

وعلى غراره، أريد أن أسأل: من يدعم "الإعلام المعارض"؟ ينشر منشورات وكأنه إعلام تنظيم "غولن". وإذا سألتهم يجيبون بأنهم "أنصار أتاتورك" أو "جنود مصطفى كمال". 

إذا كان الأمر كما تقولون، ما سبب كرهكم لأردوغان، وهو من قاد عملية إنقاذ الجمهورية التي أسسها مصطفى كمال؟ 

تقولون إنكم ضد "غولن"، لكنكم تسعون للطعن بكل من يكافحون في مواجهة هذا التنظيم، وتتحينون الفرصة من أجل التهجم على القضاء. 

من المؤكد أن ما يصدر من قرارات قد لا يكون بأكمله عادلًا، لكن هناك فارق أساسي بين الأمس واليوم. فبالأمس كان القضاء التابع لتنظيم غولن هو من يقضي، أما اليوم فالقضاء على الأقل يحاسب التنظيم.

عن الكاتب

صالح تونا

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس