صالح تونا – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

قبل أيام نشر الحساب الرسمي لحلف شمال الأطلسي على موقع تويتر فيديو باللغة التركية تحت عنوان "تركيا هي الناتو". 

وسم الفيديو المنشور هو "We Are Nato"، أي "نحن الناتو".

لكن هل نحن الناتو حقًّا؟

على الورق نحن كذلك، ولا أحد يدعي العكس. 

لكن ماذا عن أرض الواقع؟ 

بحسب ما يقوله الفيديو المذكور، نحن نتخذ القرارات في الناتو معًا، ونحن أقوياء وأكثر أمنًا عندما نكون معًا.

وبحسب الفيديو أيضًا فنحن كرسنا أنفسنا من أجل توفير السلام والاستقرار لمواطنينا.

وتستمر الإبداعات في الفيديو..

يقول إن الدول الأعضاء تقدم الدعم بشكل فعال لتركيا، التي تعد واحدة من أكثر أعضاء الحلف تأثيرًا!

يمكن للأتاتوركيين والمحافظين المتأمركين أن يشاهدوا الفيديو المذكور حتى ينشرح صدرهم. 

غير أن هذا الفيديو ذو الوسم "We Are Nato" يعيد إلى الأذهان فضيحة مناورات حلف الناتو في النرويج حين صُنف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أحد تدريبات المحاكاة، ضمن "القادة الأعداء".

وكذلك لم ينسَ أي مواطن يمتلك الحس الوطني قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وهي تغطي رؤوس 11 جنديًّا تركيًّا بأكياس الخيش. 

كما أنني أذكر الحملة العسكرية على جزيرة قبرص وكأنها حدثت أمس. تعرضنا حينها إلى عقوبات من الولايات المتحدة على الفور. 

هناك أمران لا يمكن أن ينساهما الشعب التركي:

الأول، عواصم الدول الأعضاء في الناتو تابعت بكل استمتاع المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/ تموز 2016. 

بل إن نائب الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن قال ساخرًا: "اعتقدنا أنها لعبة حاسوب". 

فتح الناتو أحضانه أمام عناصر عصابات الغلاديو الذين فروا من تركيا عقب المحاولة. أما زعيم تنظيم غولن فما يزال حتى اليوم يحظى بالحماية والرعاية من جانب الولايات المتحدة. 

الثاني، قدمت الولايات المتحدة، ولي أمر حلف الناتو، آلاف الشاحنات من الأسلحة إلى التنظيم الإرهابي الذي يطلق النار على الجيش التركي. 

تساءلنا في مطلع هذا المقال: هل تركيا هي الناتو؟ 

لنقدم الإجابة:

نعم هي كذلك، لكنها عضو في الناتو يتعرض دائمًا للطعن من الخلف..

عن الكاتب

صالح تونا

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس