ترك برس 

منذ اندلاع  الثورة في سوريا، ثار كثير من النقاش حول مستقبل بشار الأسد. ورغم نجاح الإيرانيين والروس في تأمين موقف الأسد بعد تدخلهما العسكري لصالحه، فإن الأسد يظل عقبة رمزية للسلام في سوريا، نتيجة إصرار المعارضة السورية على أنه لن يضطلع  بأي دور في مستقبل سوريا. ومن ثم فإن السؤال المطروح، كما يقول المحلل السياسي، عمر أوزكيزيلجيك، هل تنجح موسكو في إبعاد الأسد عن السلطة لتسريع العملية السياسية، وتحاول فرض حليف موثوق به في البلاد؟

حتى الآن طُرح اسمان بديلان للأسد: علي مملوك، رئيس مكتب الأمن القومي، والعقيد سهيل الحسن، الملقب بـ "النمر" الذي يقود قوات النمر المدعومة من روسيا. ظهر اسم سهيل الحسن بديلا للأسد عندما كافأه الجنرالات الروس في قاعدة حميميم، وتلقى رسالة تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

ومن ناحية أخرى، يبقى علي مملوك من بين شخصيات معدودة  يُزعم أنها على اتصال بدول أخرى مثل تركيا والولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، وذلك بوصفه رئيسا للاستخبارات.

في متابعة قضية سهيل الحسن، يقول الباحث التركي، جان كساب أوغلو: "إن الأدلة  تشير إلى أن سوريا يمكن أن تشهد صراعًا خطيرًا على السلطة داخل النظام بين العقيد سهيل الحسن، والنخبة العسكرية البعثية الحالية. ولكي تتحقق روسيا أهدافها السياسية في سوريا، يجب عليها كبح جماح التشكيلات شبه العسكرية، وتقييد وجود الميليشيات الشيعية التابعة لإيران في قطاع الأمن السوري، وضمان وجود سلسلة قيادة موحدة لوضع أسس النظام العقائدي لما بعد الحرب الأهلية في معركة الجيش السوري".

وفي المقابل، ينظر إلى على مملوك على أنه  قد يساعد روسيا في الإطاحة بالأسد بأقل المشاكل؛ لأن موقفه داخل النخبة السياسية والعسكرية البعثية قوي. وفي هذا الصدد ترددت تقارير إعلامية في مطلع الشهر الحالي أن روسيا عينت علي مملوك نائباً لبشار الأسد، وعينت محمد ديب زيتون، وهو أيضا حليف لروسيا، رئيسًا لمكتب الأمن القومي. 

ووفقا لأوزكيزيلجيك، فإن التغيير العام في جهاز النظام قد عزز على ما يبدو الموقف الروسي وتم تعيين شخصيات متحالفة مع روسيا في مناصب حساسة. ولكن ما تزال هناك عقبة رئيسية أمام روسيا، وهي حليفها، إيران.

ويوضح أن الأسد  يرمز إلى التحالف بين الطرفين. وإذا أطاحت روسيا بالأسد، فقد تخاطر بالمواجهة مع إيران في سوريا، لأن جهاز النظام منقسم بين الحلفاء الإيرانيين والروس الذين يتنافسون على السلطة.

ويضيف أن روسيا  إذا أطاحت بالأسد، فقد تدخل سوريا في ديناميكية جديدة ينقسم فيها محور النظام الحالي ويتقاتل داخلها. كما أن التصعيد الحالي في إدلب قد أثبت محدودية التحرك الروسي دون دعم نشط من إيران.

ويخلص أوزكيزيلجيك إلى أن روسيا قد تجد قديروف السوري، ولكن على النقيض من الشيشان فإنها تحتاج إلى الموازنة وتقاسم السلطة مع ممثل آخر أو المخاطرة باندلاع صراع جديد في سوريا.

وعلى ذلك، إذا نجح الأسد في إدارة التوازن بين إيران وروسيا، فقد يبقى رئيسًا رسميًا لسوريا. ولكن إذا حدثت عملية الانتقال السياسي في النهاية، فحتى قانون الموازنة هذا قد لا يساعده على البقاء في منصبه الذي أحرق بسببه سوريا وسلّم صلاحياته إلى حُماته في طهران وموسكو.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!