مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

يسعى أعضاء مناهضون لتركيا في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى إقناع الرئيس دونالد ترامب بتطبيق قانون "CAATSA" ضد تركيا. 

من جانبه، يريد ترامب أن يكون مرنًا فيما يتعلق بالعقوبات، ويرغب ببيع تركيا مقاتلات إف-35 وصواريخ باتريوت، وبتعزيز التعاون معها في المنطقة. 

غير أن تطبيق العقوبات ضد تركيا بدأ فعليًّا، وبتناقضات لا يمكن فهمها. 

سأوضح الأمر:

بسبب شراء أنقرة منظومة إس-400 من روسيا، أعلنت الولايات المتحدة:

1- أنها لن تسلم تركيا مقاتلات إف-35 التي دفعت أنقرة ثمنها.

2- أنها لن تبيع تركيا 115 مقاتلة إف-35 تم الاتفاق عليها.

3- أنها ستستبعد تركيا من مشروع تصنيع مقاتلة إف-35.

4- أنها ستقصي الشركات التركية التي تصنع أكثر من 800 قطعة من المقاتلة، بما فيها الجزء الأوسط من الجسم. 

الذريعة التي أعلنتها واشنطن هي أنه "في حال تفعيلهما معًا فإن منظومة إس-400 قد تكشف أسرار مقاتلة إف-35". وهناك احتمال وصول هذه الأسرار "بطريقة ما" إلى روسيا.. 

***

أصدرت تركيا بيانًا ومقترحًا في مواجهة هذه الذريعة:

1- هذه المنظومة سوف تكون تحت سيطرة أنقرة.

2- تتابع منظومة إس-400 مقاتلات إف-35 الإسرائيلية فوق سوريا، وتلك النرويجية على الحدود مع روسيا دقيقة بدقيقة. لو أن أسرار المقاتلة تنكشف بتفعيلها مع المنظومة فإن روسيا تكون قد حصلت عليها منذ زمن بعيد. 

3- إذا كانت المشكلة في تعريف تركيا إف-35 على أنها صديقة لمنظومة إس-400 فيمكن إضافة مصدر إشارات للتمييز، قبل تعريف الطائرة. 

4- بحث وتقييم كافة الشبهات والمخاوف والأسئلة على يد لجنة فنية مشتركة تنبثق عن حلف الناتو.

لم تجب الولايات المتحدة على أي من المقترحات المذكورة. 

***

لنفرض أن الولايات المتحدة محقة في مخاوفها ومبرراتها، يمكنها ألا تسلم تركيا المقاتلات..

لكن ما مسوغ استبعادها من مشروع تصنيع المقاتلة؟ 

ألأنها لن تستطيع الحصول على المقاتلة؟ 

الإجابة: لا. لأن كندا شريكة في المشروع لكنها لم تطلب شراء المقاتلة. 

على غرار ذلك، ما هي ذريعة استبعاد الشركات التركية من تصنيع المقاتلة؟ 

ألأنها ستكشف أسرار المقاتلة لروسيا؟ لو كان الأمر كذلك أما كان بإمكان الشركات أن تفعل من قبل؟

علاوة على ذلك، لا تملك الولايات المتحدة صلاحية استبعاد تركيا من المشروع. هذا ممكن فقط بقرار مشترك من جميع الأعضاء. 

لكن لا الشركاء بما فيهم تركيا ناقشوا هذه المسألة، ولا اتّخذوا قرارًا بالخصوص. 

السبب في هذه التناقضات هو سعي الولايات المتحدة لمعاقبة تركيا، وفق ما تراه. مهما سعى ترامب لإقناع أعضاء مجلس الشيوخ، البعض بدأ تطبيق العقوبات حتى دون أن ينتظر ترامب أو مجلس الشيوخ. 

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس